عاد الحديث بين الطلبة وأولياء الأمور عن المنصة التعليمية، وسيل القرارات الواضحة والمتغيرة وما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الكويتية عن خطط قابلة للتعديل بين الدراسة عن بُعد عبر المنصة التعليمية أو الحضور المدرسي التقليدي الذي اعتدنا عليه قبل جائحة كورونا، وقد أثار المشهد استياء الكثيرين كما جعل البعض يرونه تخبطا ذيل بقرارات غير مدروسة من قبل وزارة التربية ووزارة التعليم العالي في الكويت.
وحول سير استراتيجية التعليم عن بُعد عبر المنصة التعليمية، لم تخل العملية من الإيجابيات والسلبيات التي كشفت عنها الإدارات المدرسية وطواقمها التعليمية، ولعلي أذكر الإيجابيات من باب عدم الإنكار والتقليل من الجهد المبذول الذي وضع وبدأ تطبيقه، لتدارك تداعيات وباء كورونا (كوفيد- 19) حرصا على العملية التعليمية للعام القادم.
ونستطيع تقسيم الإيجابيات التي تمتع بها كل من المدير والمعلم والطالب عبر انطلاق المنصة، أصبحت متابعة مدير المدرسة لجميع الحصص وانتظام المعلمين والتفاعل الصفي والأنشطة المستخدمة والفروض المدرسية بالوقت والحضور بشكل سريع مرصود يوميا، وبالنسبة للمعلم استطاع أن يربط بين المرفقات الخاصة بالمنهج من صور وفيديوهات عن طريق برامج الأوفيس الحديثة على النسخ الإلكترونية، معنويا.. ساعد التعليم عبر المنصة المعلم بالشعور بالأريحية فقلل من هاجس زيارة الموجهين أو الإداريين فجأة للدرس، وضف على ذلك التنظيم بالحضور والانصراف بعد الحصة، وغياب التكليف الإداري بالإشراف إلى جانب أن المحتوى الدراسي على المنصة كاملا بشروحاته ومعد للدرس مسبقا.
ومن الإيجابيات التي تمتع بها الطالب متابعة الحصة من أي مكان كان فيه، وتعويض الغياب بمتابعة الفروض المسجلة على المنصة في حال غيابه لطارئ ما، أو مشكلة ما.
وحتى لا تكون الحيدة لمن يرى الإيجابيات فقط، فهناك بعض السلبيات وجاءت الشكوى.. ومنها انقطاع شبكة الإنترنت، غياب الجانب المهاراتي المتوقع للطالب في الحصة، لذلك لا يمكن قياس جميع المهارات لجميع الطلبة والمقارنة بينها، فالنشيط والكسول في سلة واحدة، وأشير هنا إلى من هم في المرحلة الابتدائية، حيث على المعلم متابعة المهارات الكتابية لكل طالب سواء عن طريق المجاميع أو المهارة الملحوظة للطالب، مما ينقلها في سياق مسؤولية متابعة الأبوين وغياب المعلم، أيضا.. هناك من لا تسمح له الظروف بتوفير اللابتوب المدرسي اللازم تقنيا للتعليم عبر المنصة، وبين هذا وذاك قام المعنيون في جمعية المعلمين بالنقاش مع معالي وزير التربية، حول الجهود التي قدمتها الكفاءات التربوية في الجمعية، ومع التكلفة العالية التي رصدتها الحكومة مشكورة لتفعيل المنصة التعليمية، إلا أن المنصة فشلت في إدارة الأزمات التي اشتكي منها المعلم والطالب وأولياء الأمور، وتبقى إجابة الأسئلة المهمة بين قوسين «ما خطة العودة للمرحلة الابتدائية؟»، و«ما خطة العام القادم لجميع الفصول؟»، و«أين أدوات البنية التحتية للمنصة من توفير اللابتوب وشبكات الاتصال والقناة التعليمية الرسمية؟» و«لماذا تم تغيير قناة البث؟»، ولماذا ستترك يا معالي الوزير إدارات المدارس في حقل الاجتهاد الذي يحتمل الخطأ والصواب ويكون المستقبل بين قوسين؟
كلمة: الـــلهم يا رافع السماوات بغير عمد ارفع المرض عن والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحــمد، وأتمم شفاءه واكتب لسموه عودة قريبة لشعــبه، إنك سميع الدعاء.
[email protected]