في حملة لا تشبه أي حملة انتخابية رئاسية اميركية سابقة، يمكن ان تتحول المناظرة الرئاسية التقليدية إلى لقاءين تلفزيونيين على محطتين متنافستين وفي ولايتين مختلفتين. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب كان على موعد مع أسئلة الناخبين على محطة «ان بي سي» من ولاية فلوريدا، فيما ضرب منافسه الديموقراطي دو بايدن موعدا آخر من ولاية بنسلفانيا، مسقط رأسه، على شبكة «أيه بي سي» المنافسة، وعرض اللقاءان التلفزيونيان في ذروة أوقات المشاهدة.
واعتبر ديفيد كانون استاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن، وهي ولاية حاسمة أيضا، أن ترامب بسبب تخلفه في استطلاعات الرأي «بحاجة الى تغيير زخم هذه الانتخابات. هو بحاجة للمناظرات أكثر من بايدن».
ورأى أن فكرة تنظيم برنامجين منفصلين في الوقت نفسه تبدو «سيئة فعلا»، مضيفا «انها خسارة حقيقية للديموقراطية».
وأدلى عدد قياسي بلغ 15 مليونا بأصواتهم حتى الأمس من خلال التصويت المبكر والتصويت عبر البريد، وفقا لبيانات مشروع الانتخابات الأميركي بجامعة فلوريدا إذ يسعى الناخبون إلى تفادي الوقوف في طوابير يوم الانتخابات بسبب جائحة كورونا.
وانضمت ولاية نورث كارولاينا، التي تشهد منافسة شديدة، على عملية التصويت المبكر أمس.
وبعد أقل من اسبوع على اعلان شفاء ترامب من اصابته بفيروس كورونا «كوفيد١٩»، أعلنت الحملة الديموقراطية أن المرشحة لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس ستعلق نشاطها حتى الأحد بعد اكتشاف عدد من الاصابات في محيطها.
وبشكل غير مسبوق أيضا، وجد عملاقا مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، نفسهما في قلب المعمعة الانتخابية، حيث كشف مقال مثير للجدل في صحيفة «نيويورك بوست» المحافظة حول بايدن، الوضع الصعب الذي يواجهه «فيسبوك» و«تويتر» مع تنديد الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب بانحيازهما واحتجاج الصحيفة على الرقابة.
وكانت الصحيفة المحافظة نشرت تقريرا يستند إلى رسائل بريد الكتروني تمت قرصنتها من كمبيوتر يتضمن رسائل شخصية وصور وتسجيلات فيديو شخصية لهانتر بايدن نجل جو بايدن.
ويحيي هذا الجدل الاتهامات التي يوجهها معسكر ترامب باستمرار الى بايدن بأنه ساعد مجموعة الغاز الأوكرانية «بوريسما» التي كان يعمل فيها ابنه حين كان هو نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، على الإفلات من تحقيقات في قضايا فساد في أوكرانيا من خلال طلبه من كييف إقالة المدعي العام الذي كان يحقق في هذه القضايا. وهو ما ينفيه بايدن دائما.
وأكد موقع تويتر أنه منع نشر المعلومات الواردة في المقال لأنها تتضمن وثائق تخالف اثنتين من قواعده: عدم نشر معلومات شخصية (بريد الكتروني وارقام هواتف) وعدم نشر عناصر مقرصنة.
وقالت الشركة عبر حسابها المخصص لامن الانترنت «لا نريد تشجيع القرصنة عبر السماح بنشر وثائق يتم الحصول عليها بشكل غير شرعي».
لكن التوضيحات جاءت بعد يوم اشعل انتقادات واسعة ضد موقعي التواصل الاجتماعي.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «أمر مريع للغاية أن يقوم فيسبوك وتويتر بحذف المقال حول الرسائل الإلكترونية (سلاح الجريمة) المتعلقة بالنعسان جو بايدن وابنه هانتر والمنشور في نيويورك بوست».
وأضاف «هذه ليست سوى البداية بالنسبة لهما. ما من شيء أسوأ من سياسي فاسد».
في وقت لاحق اتهم الملياردير الجمهوري الموقعين بحجب حساب الناطقة باسمه كايلي ماكيناني لأنها قامت بمشاركة المقال على الانترنت.
وقال ترامب خلال تجمع في أيوا «لأنها شاركت الحقيقة، اغلقوا حسابها! انهم يحاولون حماية بايدن».
من جهته، شكك أحد مسؤولي «فيسبوك» في صحة الرسائل الإلكترونية التي استند إليها مقال «نيويورك بوست». وقال آندي ستون إن فيسبوك سيتحقق من صحة هذه المعلومات وبانتظار جلاء الأمر سيحد من انتشار المقال على منصاته.
وندد السيناتور الجمهوري جوش هاولي «بانحياز» فيسبوك وبحظر «انتقائي كما يبدو» لمقال حول «عمل قد يكون يناقض أخلاقيات مرشح الى الرئاسة».
بدورها، نددت صحيفة «نيويورك بوست»، بما وصفته «رقابة من فيسبوك لمساعدة حملة جو بايدن».
وقالت في افتتاحيتها أمس «الرقابة أولا، ثم طرح الأسئلة: إنه موقف فاضح لواحدة من أقوى المنصات في الولايات المتحدة»، متهمة فيسبوك بانه أصبح «آلة دعائية».
وبعد أشهر من التوتر المتزايد وانتشار وباء كورونا، الذي شكل بيئة مؤاتية للتضليل الإعلامي، شددت المنصات الى حد كبير من قواعدها حول الاعتدال في المضمون لحماية الانتخابات من التدخل والتلاعب.
وتقول الصحيفة إنها حصلت على نسخة من القرص الصلب لجهاز كمبيوتر محمول تركه هانتر بايدن للتصليح في أحد متاجر ديلاوير في ابريل 2019. ويعتقد أن النسخة وصلت الى المحامي الشخصي لدونالد ترامب، رودي جولياني، الذي قد يكون أرسلها للصحيفة.
في هذه الأثناء، رفض وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس تأييد رئيسه ترامب مع أنه خدم في إدارته، كما رفض تأييد بايدن صراحة، داعيا الناخبين إلى اختيار رئيس يتمتع بـ«المؤهلات» ويشعر بـ«العطف». وقال ماتيس في مؤتمر افتراضي نظمه معهد لوي في سيدني «سأرفض اقتراحكم دعم مرشح». وأضاف ممازحا أن «لسان الجنرالات المتقاعدين يجب أن يتقاعد أيضا خلال الحملة الانتخابية».
لكن الجنرال لم يتردد في تحديد الصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس. وقال «ما أبحث عنه لدى رئيس هو المؤهلات والعطف». وأضاف «ما سأنظر إليه هو الطبع والمؤهلات والعطف والتعاطف مع السكان كل السكان».