تعهدت إيران بمضاعفة قدراتها النووية ولوحت بقطع علاقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردا على اغتيال كبير علمائها النوويين محسن فخري زادة الذي تختتم اليوم مراسم تشييعه.
وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عبر حسابها على موقع تويتر أنه «على المستكبرين في العالم أن يعلموا أن علماء الصناعة النووية سيواصلون مسار اقتدار البلاد بقوة مضاعفة بناء على تدابير واستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وفقا لما نقلته وكالة أنباء (إرنا) امس.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف، ان دماء العقل المدبر لبرنامج ايران النووي السري فخري زادة «ستزيل القيود عن البرنامج النووي الإيراني، وستمهد الطريق لرفع العقوبات عن البلاد».
وقال قاليباف، خلال اجتماع مغلق للبرلمان حول اغتيال زادة، وبحضور وزير الأمن: «العدو ينتهج طريق اغتيال العلماء لمحاربة الشعب الإيراني».
وحذر قاليباف الجهة التي تقف وراء اغتيال فخري زادة قائلا: «لن يندم العدو المجرم على اغتيال فخري زادة، إلا برد قوي يردعه عن أي أخطاء أخرى مستقبلية».
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني فريدون عباسي امس، أنه سيتم العمل على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وذلك بعد إقرار المجلس مشروعي قانونين يلزمان الحكومة برفع نسبة التخصيب ضمن خطوات التحلل من التزامات إيران ضمن الاتفاق النووي.
وقال عباسي، في تصريحات لوكالة «خانة ملت» الناطقة باسم البرلمان، «سيتم التركيز على بدء التخصيب بنسبة 20%، وإخراج مفتشي الوكالة الذرية الدولية وإنهاء التعاون معها، والانسحاب من الاتفاق النووي».
ديبلوماسيا، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، إلى التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين، وإدانة عملية اغتيال العالم النووي زادة.
وكتب ظريف في تغريدة باللغة الألمانية على تويتر: «لقد قتل الإرهابيون عالما إيرانيا بارزا، هذا عمل جبان فيه مؤشرات جدية على دور إسرائيل ويظهر عدوانية الجناة، من منطلق اليأس».
وأضاف أن إيران «تطالب المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن سياسة الكيل بمكيالين وإدانة عملية الاغتيال هذه».
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، دانت تركيا امس، عملية الاغتيال معتبرة أنه عمل «إرهابي، يزعزع السلام في المنطقة».
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن «وفاة محسن فخري زاده نتيجة هجوم، أحزنتنا». وأضافت «ندين هذا الاغتيال الدنيء ونقدم تعازينا للحكومة الإيرانية وأقارب الفقيد».
وتابعت أن «تركيا تعارض أي مبادرة تستهدف زعزعة السلام في المنطقة وأي شكل من أشكال الإرهاب أيا كان مرتكبه وهدفه»، داعية «جميع الأطراف إلى استخدام المنطق وضبط النفس».
كما عبر وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب عن قلقه إزاء الوضع في إيران والمنطقة في أعقاب اغتيال زاده.
وقال راب لمحطة سكاي نيوز «نشعر بالقلق إزاء الوضع في إيران والمنطقة ونؤكد على ضرورة خفض حدة التوتر».
وأضاف «ما زلنا ننتظر معرفة الحقائق الكاملة لما حدث في إيران لكنني أود أن أقول إننا نتمسك بسيادة القانون الإنساني الدولي والمتمثلة بوضوح في عدم استهداف المدنيين».
إلى ذلك، نقل جثمان فخري زادة إلى مرقد «الإمام الرضا» في مدينة مشهد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية امس، مع انطلاق مراسم وداعه التي من المتوقع ان تختتم اليوم في طهران.
وبحسب وزارة الدفاع، ستكون محطته الأخيرة مرقد الإمام الخميني في العاصمة الإيرانية. وأفادت الوزارة عبر موقعها الالكتروني، بأن مراسم التشييع ستقام اليوم بحضور أفراد العائلة وعدد من القادة العسكريين.