واجه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الكثير من الانتقادات داخليا وخارجيا منذ توليه منصبه وحتى الآن، بالنسبة لعدد كبير من مواقفه وسياساته في الشرق الأوسط وعلى رأسها قرار انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، لكن المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوجلن، أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأميركي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية له رأي آخر، فهو يشيد بترامب وبما حققه من انجازات في الشرق الأوسط.
ويقول كوجلن في تقرير نشره معهد جيتستون إن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب المقبلة، أوضحت أن أحد أهم أولوياتها هي تبني موقف جديد في تعاملات واشنطن مع الشرق الأوسط.
وتريد بوجه خاص إحياء الاتفاق النووي مع إيران وكذلك إعادة بدء حوار مع القيادة الفلسطينية، التي فرضت مقاطعة دامت ثلاثة أعوام بالنسبة لإدارة ترامب.
ويرى كوجلن أنه على الرغم من أن أعضاء فريق بايدن الجديد، وأغلبيتهم من الشخصيات التي عملت مع إدارة أوباما، حريصون على تأكيد جدول أعمال سياسة جديدة بالنسبة للمنطقة، فإنهم يحتاجون أيضا إلى مراعاة أنه يتعين عليهم وهم يفعلون ذلك، عدم تبديد الإرث الهائل الذي قام الرئيس دونالد ترامب ببنائه في المنطقة.
وأضاف أنه من المهم تذكر أنه عندما تولى ترامب منصبه كانت المنطقة مازالت تتعافى من التداعيات الوخيمة للتعامل الذي يتسم بعدم الكفاءة والسذاجة مع المنطقة من جانب الرئيس السابق باراك أوباما.
وأوضح كوجلن، أنه بحلول أوائل شهر يناير عام 2017، عندما تولى ترامب منصبه، كانت إيران تنفق على توسيع نطاق نفوذها الشرير في أنحاء الشرق الأوسط عشرات المليارات من الدولارات التي حصلت عليها نتيجة التوقيع على الاتفاق النووي، الذي ساعد أوباما في التوصل إليه عام 2015.
من ناحية أخرى، فإن محاولات إحياء عملية السلام الإسرائيلية ـ العربية، لم تحقق شيئا بسبب موقف إدارة أوباما العدائي تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى التمسك بسعي لا أمل فيه لإقامة علاقات أكثر إيجابية مع القيادة الفلسطينية.
ومن ثم فإن ترامب يستحق الشكر الهائل على تحقيقه لتحول كامل في موقف أميركا في المنطقة أثناء فترة ولايته في البيت الأبيض.
بفضل موقف ترامب القوي تجاه إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات الشديدة الوطأة ضد طهران، تضاءل الاقتصاد الإيراني بدرجة كبيرة للغاية، وبالتالي حد من قدرة إيران على نشر استراتيجيتها الشريرة في أنحاء المنطقة.
ويقول كوجلن إن ما حققه ترامب ليس أمرا رائعا فقط، فقد أعاد تشكيل مشهد المنطقة بعد ما كان سائدا من فوضى وصراع عندما ترك أوباما منصبه.
وفي الوقت الحالي يتجه الزخم في المنطقة نحو السلام، وليس الصراع، كما كان الحال في الغالب في ظل رئاسة أوباما.
ولذلك فإن التحدي بالنسبة لإدارة بايدن المقبلة الآن يتمثل في معرفة كيف يمكنها اتباع جدول أعمال سياسة خارجية مختلفة دون تقويض الإنجازات المهمة للغاية التي تم تحقيقها أثناء فترة ولاية ترامب.
ووفقا لكوجلن فإنه من المؤكد أنه إذا قامت إدارة بايدن المقبلة بأي محاولة لتقويض ما حققه ترامب في الشرق الأوسط، فإن ذلك لن يكون في صالحها.