تحولت قضية المصادقة على مرشحي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى معركة جديدة، بعد انتهاء معركة محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب. المعركة الحامية التي تواجهها إدارة بايدن التي ينتظر نحو نصف أعضائها تصديق مجلس الشيوخ على تعيينهم، تظهر حجم التحديات التي تواجهها أجندة الرئيس مع مجلس تتساوى فيه السيطرة بين الجمهوريين والديموقراطيين بمعدل 50 - 50، خاصة أن ذلك يعني أن تمرير أي قرار يتطلب موافقة جميع الأعضاء الديموقراطيين الخمسين الى جانب نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تمتلك الصوت المرجح. ويمنح مجلس شديد الانقسام بهذا الشكل، قوة كبيرة ويمنح قيمة مضافة لصوت كل سيناتور من أعضائه، مثل السيناتور الديموقراطي جو مانشين من ويست فيرجينيا والجمهورية ليزا موركواسكي من الاسكا.
وفيما حصل مرشحا بايدن للخارجية انتوني بلينكين والدفاع لويد اوستن على شبه إجماع من الحزبين، لا يبدو أن باقي التعيينات ستمر بذات السهولة وعلى سبيل المثال مرشحة بايدن لمنصب مدير مكتب الميزانية نيرا تاندن، حيث خرج مانشين عن إجماع الديموقراطيين واخذ جانب الجمهوريين الذين أعلنوا انهم لن يوافقوا على تعيينها. وقس على ذلك، المرشح لمنصب وزير الصحة اكزافييه بيسيرا ومرشحته لوزارة الأمن القومي ديب هالاند وغيرهم.
في غضون ذلك، عقد النواب الأميركيون جلسة لبحث الإخفاقات الأمنية التي أتاحت لمثيري الشغب اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول).
واستضافت الجلسة لجنة الأمن الداخلي بمجلس الشيوخ ولجنة القواعد بمجلس الشيوخ.
وركزت المناقشات في مجلس الشيوخ على الخطأ الذي حدث بشكل دقيق وسمح لمجموعة من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب الغاضبين باقتحام المبنى ومواجهة رجال الشرطة والاقتراب بشكل خطير من النواب الأميركيين، الذين اضطروا للفرار.
من جهة أخرى، أحيا الرئيس بايدن فجر أمس ذكرى أكثر من نصف مليون أميركي قضوا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد - كوفيد 19. وقال بايدن في كلمة مقتضبة إن الوصول إلى هذا العدد أمر «مفجع» وتجاوز عدد ضحايا الولايات المتحدة في الحربين العالميتين وحرب فيتنام.
وطلب الرئيس الأميركي من المواطنين «تذكر من فقدناهم» وأن يبقوا «يقظين ومحافظين على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات» وأخذ اللقاح لمحاربة هذه الجائحة وهزيمتها.
ووقف الرئيس وعقيلته ونائبته كامالا هاريس وزوجها دقيقة صمت في البيت الأبيض حدادا على أرواح الضحايا.