أكد بابا الفاتيكان فرنسيس أمس إنه ذاهب إلى العراق، رغم الهجوم الصاروخي على قاعدة «عين الأسد» قبل يومين من زيارته التاريخية، لأنه «لا يمكن خذل الناس مرة ثانية».
ومن المقرر أن يتوجه البابا غدا للعراق الذي لم يتمكن البابا السابق يوحنا بولس من التوجه إليه عام 2000 ولم يسبق لأي بابا أن قام بزيارته. وطالب بالدعاء والصلاة حتى تتم الزيارة «بأفضل طريقة ممكنة وتحقق الثمار المرجوة».
ولم يتطرق البابا إلى المشاكل الأمنية في العراق، حيث سقط ما لا يقل عن عشرة صواريخ أمس على القاعدة الجوية التي تستضيف قوات أميركية وعراقية وأخرى تابعة للتحالف الدولي في الأنبار، وتسببت في وفاة مقاول مدني جراء نوبة قلبية.
وقال البابا فرنسيس «منذ فترة وأنا أرغب في لقاء هذا الشعب الذي عانى الكثير».
وعانت الأقلية المسيحية في العراق من ويلات الحروب وقمع تنظيم داعش. وسيزور البابا مدينة الموصل المعقل السابق للتنظيم.
وقال البابا «شعب العراق في انتظارنا. كان في انتظار البابا يوحنا بولس الثاني، الذي لم يسمح له بالذهاب.
لا يمكن خذل الشعب للمرة الثانية.» وسيزور البابا كذلك مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم وسيجتمع مع آية الله العظمي علي السيستاني المرجعية العليا لشيعة العراق.
وقال «على أرض إبراهيم، ومع زعماء دينيين آخرين، سنتخذ خطوة أخرى باتجاه الأخوة بين المؤمنين».
وسيقوم عشرة آلاف من أفراد الأمن بحماية البابا المرجح أن يتحرك بسيارات مصفحة. وتقلص بشدة عدد من سيلتقون به شخصيا بسبب القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا.
وتــقـــول البـاحـثـــة مرسين الشمري من معهد «بروكينغز» إنه «بالفعل حدث غير مسبوق».
وتشير إلى أن حوزة النجف الأشرف دخلت في حوار بين الأديان في أعقاب الغزو الأميركي في 2003 وخلال مرحلة الاقتتال الطائفي في العراق بين 2006 و2008.
من جهتها، ترى المحللة السياسيــة الفرنسيـــة المتخصصة بالشرق الأوسط ميريام بن رعد أن «زيارة البابا تشكل رسالة سياسية قوية لشخصية تركز تركيزا شديدا على الدفاع عن العراقيين».
ويرى الراهب أمير ججي التابع للرهبنة الدومينيكانية والناشط في الحوار بين الأديان أن «الشيعة في العراق يريدون أن يدعمهم الفاتيكان والغرب ضد تأثير إيران، التي تريد الهيمنة على النجف».
ومنذ الإعلان عن زيارة البابا، ينشط المسؤولون الدينيون للطائفة الشيعية في العراق في جعل زيارة البابا للنجف محطة أكيدة.
وإلى جانب التشويش على زيارة البابا، يأتي الهجوم الصاروخي على القاعدة الكبيرة في الصحراء بغرب العراق بعد أسابيع من التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية.
ويذكر هذا الهجوم بالصعوبات اللوجستية التي تحيط بزيارة البابا، لاسيما مع انتشار موجة ثانية من وباء كوفيد-19 ووسط تدابير إغلاق لمكافحتها.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة داعش في العراق واين ماروتو في تغريدة «استهدفت عشرة صواريخ قاعدة عسكرية عراقية هي قاعدة عين الأسد التي تضم قوات من التحالف في 3 مارس 2021 قرابة الساعة 7.20» صباحا.
وأضاف ماروتو أن «قوات الأمن العراقية تقود التحقيق» في الهجوم، علما أن واشنطن غالبا ما تنسب الهجمات المماثلة لفصائل مسلحة موالية لإيران.
وأكد المصدر الأمني العراقي أن الصواريخ أطلقت من قرية قريبة من عين الأسد.
وأشارت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة القوات الأمنية العراقية بدورها إلى أن الصواريخ التي استخدمت في الهجوم هي من نوع «غراد»، لكن مصادر أمنية غربية أكدت لفرانس برس أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع «آرش» إيرانية الصنع وهي أكبر من الصواريخ التي عادة ما تستهدف مواقع غربية في البلاد.