تحدى المتظاهرون سلطات الانقلاب في ميانمار ونزلوا مجددا إلى الشوارع أمس غداة يوم القمع الأكثر دموية منذ سيطرتها في الأول فبراير والذي اسفر عن مقتل نحو 114 شخصا على الأقل بينهم سبعة أطفال، في أعمال عنف نددت بها المجموعة الدولية بشدة. وحمل المحتجون الاعلام الى شوارع باغو بشمال شرق رانغون وفي مونيوا (وسط) ومدينة موي كونغ الصغيرة في ولاية كاشين (شمال).
وقال شهود ان قوات الأمن في ميانمار فتحت النار على تجمع أثناء جنازة واحد من بين 114 قتيلا سقطوا في يوم المجزرة أمس الأول في مدينة باجو قرب العاصمة التجارية رانغون.
وذكر شهود وتقارير إخبارية أن شخصين على الأقل قتلا في إطلاق نار على احتجاجات أمس، في واقعتين منفصلتين في أماكن أخرى من البلاد.
وندد قادة الجيش في 12 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا باستخدام الجيش القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزل عوضا عن حمايتهم.
وجاء في بيان مشترك «بصفتنا قادة أركان، ندين استخدام القوة القاتلة ضد أشخاص عزل من قبل القوات المسلحة البورمية وأجهزة الأمن»، مضيفا أن «جيشا محترفا يتبع المعايير الدولية في سلوكه ولديه مسؤولية حماية الشعب الذي يخدمه وليس إيذاؤه».
وأضاف البيان «نحض القوات المسلحة في ميانمار على وقف العنف والعمل على استعادة احترام الشعب البورمي وثقته بعدما فقدتهما بسبب تصرفاتها». وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر عن صدمة واشنطن من «سفك الدماء الذي ترتكبه القوات الأمنية البورمية»، فيما رأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن المجموعة العسكرية بلغت «دركا جديدا» في قمع المتظاهرين.
وفي بيان مشترك، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه والمستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو انه «يجب فورا وقف الأعمال المخزية والجبانة والوحشية لعناصر الجيش والشرطة الذين صوروا وهم يطلقون النار على المتظاهرين أثناء فرارهم ولم يستثنوا حتى الأطفال الصغار».
بدورها، أفادت قناة «مياوادي تي في» التابعة للجيش عن سقوط 45 قنيلا وتوقيف 552 شخصا، مبررة القمع بالقول ان المتظاهرين استخدموا أسلحة وقنابل ضد القوات المسلحة.
في موازاة ذلك، أعلن «الاتحاد الوطني للكارين» وهو مجموعة متمردين من أقلية كارين الاتنية انه تعرض لقصف جوي من المجموعة العسكرية الحاكمة في شرق البلاد، بعد ساعات على استيلاء المجموعة المتمردة على قاعدة عسكرية.
وقالت جماعة حقوقية ووسائل إعلام محلية ان حوالي ثلاثة آلاف قروي من ولاية كارين بجنوب شرق ميانمار فروا إلى تايلند أمس في أعقاب الهجمات الجوية التي شنها الجيش على المنطقة.