أثار الرئيس الأميركي جو بايدن غضب معسكره الديموقراطي بعد أن أخر مشروع رفع عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة وسيبقي هذا العام على الحد الأدنى تاريخيا باستقبال 15 ألف شخص الذي وضعه سلفه دونالد ترامب.
وفي مواجهة الغضب غير المسبوق في حزبه منذ وصوله إلى الحكم في يناير، حاول البيت الأبيض فورا التراجع فأكد أن الأمر ليس إلا قرارا مؤقتا ويمكن زيادة العدد بحلول منتصف مايو.
وكتب مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جايك سوليفان في تغريدة أن بايدن أكد أخيرا الكوتا التي حددها الرئيس السابق دونالد ترامب لهذا العام، بسبب الحاجة إلى «إعادة بناء» برنامج قبول اللاجئين.
ولا يعني هذا البرنامج سوى لاجئين تختارهم أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية من مخيمات الأمم المتحدة في كل أنحاء العالم، لنقلهم إلى الولايات المتحدة، هم بشكل أساسي الأكثر ضعفا على غرار المسنين والأرامل والمعوقين.
وأوضح مسؤول أميركي بدون الكشف عن اسمه، أن النظام الذي تركته الحكومة السابقة «أسوأ مما كنا نعتقد»، «يتطلب إعادة ترتيب لتحقيق الأهداف التي وضعناها».
وأكد أن ذلك «سيسمح لنا باستقبال عدد أكبر بكثير من اللاجئين في السنوات المقبلة».
واعتبر الرئيس الديموقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب مينينديز أن عدد 15 ألف لاجئ «متدن للغاية» وندد بأن مراوغات البيت الأبيض ساهمت في إبطاء إعادة تشغيل النظام. وفي رسالة إلى الرئيس بايدن، قال إنه يخشى أن يمنعه هذا الوضع من تحقيق أهدافه الطموحة فيما بعد.
وأعرب مسؤولون ديموقراطيون آخرون عن استيائهم، على غرار نائبة الجناح اليساري أليكسندريا أوكاسيو كورتيز التي نددت بخيار «غير مقبول إطلاقا».
وكتبت في تغريدة «بايدن وعد باستقبال المهاجرين، والناس صوتوا له استنادا إلى هذا الوعد. الاحتفاظ بالسياسات المعادية للأجانب والعنصرية التي كانت إدارة ترامب تنتهجها» هو أمر «سيئ بكل بساطة».
في المقابل، رحب جمهوريون بقرار بايدن، بخلاف زملائهم.
ونشرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان على شكل رد على الهجمات التي شنها خصوصا المعسكر الرئاسي، وأقرت بأن قرار بايدن زرع «نوعا من الإرباك».
وقالت: «بسبب تردي وضع برنامج قبول اللاجئين الذي ورثناه، يبدو أن هدف (بايدن) الأول وهو استقبال 62500 شخص بعيد المنال».
لكن أضافت أن «المذكرة» التي وقعها تهدف فقط إلى إعادة تشغيل الآلية بدون تأخير وأن الهدف يبقى مؤقتا. وأكدت أن «الرئيس سيحدد بحلول 15 مايو كوتا نهائية وأكبر، للاجئين للفترة المتبقية من هذه السنة المالية».
من ناحية أخرى، وفي النزاع بين الولايات المتحدة وروسيا، عرض المستشار النمساوي زيباستيان كورتس الآن تقديم الدعم كمضيف لاجتماع محتمل بين الرئيسين الأميركي والروسي فلاديمير بوتين.
وقال كورتس في مقابلة مع الإعلامي الألماني غابور شتاينغارت بثت على مدونته الصوتية «مورنينغ بريفينغ» بالإشارة إلى الاجتماع الذي اقترح الرئيس الأميركي جو بايدن عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «نحن على اتصال بالفعل مع الجانبين الروسي والأميركي، في حال تم عقد مثل هذا الاجتماع حقا»، مضيفا في المقابل أنه لا ينبغي المبالغة في تقدير الدور.
وقال كورتس: «تقليديا، كانت لدينا دائما اتصالات جيدة مع الشرق. نحن محايدون، وبالتالي ربما أيضا شريك حوار مرحب به لروسيا».
كما تنافس سويسرا أيضا على استضافة القمة، وقالت وزارة الخارجية في برن إنها لن تعلق على الأمر «لأسباب تتعلق بالسرية»، لكنها قالت إن سويسرا يسعدها دائما تقديم خدماتها الجيدة عندما يكون ذلك مفيدا.