بيروت ــ عمر حبنجر
الادانة الجـمـاعـيـة لخطف الشــابين زياد قـبــلان وزياد غندور من بيــروت لم تتـرجم عمليـا لكشف مصيرهمـا لكنها اسهمت دون شك في احتواء اي ردات فعل مضادة.
وبدا رئيس اللـقـاء النيـابي الديموقـراطي ولـيـد جنبـلاط الاكـثـر اهتمـامـا باطفـاء هذه الازمـة التي اتفق الجـمـيع في الموالاة وفي المعــارضــة على خطورتها بوصفـه المعني اكثر من سـواه بتـداعـيـاتهـا كـون الخطوفين محسوبين سـياسيا على حزبه التقـدمي الاشتراكي وعلى رقعة وجـوده الجغرافي في حي وطى المـصـيطبــة في بيــــروت، ومن هنا كــــانت اتصــالاته تصــعــيــدية مع القـيادات العـسكرية والامنيـة وتبــريدية مع ذوي الشــابين الـذيـن زارهـم في مـنـازلـهـم ليـدعــوهم الى ضـبـط النفس واحكام العقل.
عمليا، كل القوى السـياسية وقفت متهـيبة امام خطورة هذا التطـور وســارت الى تشـكيل غطاء سـياسي بالحـد الاقصى الممكـن لمنع اســتــهــدافــاته المحتملة، وهي اسـتعادة اجواء الفتنة.
لكن مصـادر سياسـية ظلت على تخـوفــهـا من توجـهـات خطـرة قــــد تكـون وراء هذه العـمليـة ـ من خلال الـعامـة ـ الثـأر العـشـائري، في حين ان هدفه ابعد من ذلك بكثير وربما يتصـل باستحـقاقـات كثـيرة تنتظرها البـلاد، لاسيـما منهـا انشاء امحكمة الدولية محاكمة المتـورطين باغـتـيـال الرئيس رفــيق الحــريري ورفــاقــه وانتـــخـــاب رئيس جـــديد للجمهورية.
غــيـر ان عــمليــة الخطف وضعت جميع القوى امام امحك المصيري، واختبار لمدى قدرتهم على الامــسـاك بزمــام الامـور وجــلاء مـصــيــر الخطوفين والتحسب للاحتمالات والتحرك استثنائيا لقطع الطريق على كل من يريـد للبنان ان يـغــرق في الفوضى والفتنة.
ومن دلالات ذلـك التــقـــاء جنبلاط ونبيه بري وحزب الله على التنديد بهذا العـمل المتقبح، ودعمـهم جهـود القوى الامنـية لكشـف مــصــيــر الشــابين الخطوفين وتبرع هذه الاطراف بدحض الشـائعات التي مـلأت لبنان امس، ولليوم الثاني على التوالي، باثة الذعر بين الناس.
على صعيد التـحقيق، فقد تم التوصل الى مـعرفـة رقم احدى السيارتين اللتين قـطعتا الطريق على ســـيــارة الخطـوفين في منطقـة عين الرمانة، وتبين انهـا تعود لشقيق عدنان شمص الذي قتـل في احداث جـامعة بـيروت العربية ويدعى عـبدالله ابراهيم شمص.
الصفحة في ملف ( pdf )