أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية التوصل إلى اتفاق ينهي رسميا المهام القتالية للقوات الأمريكية في العراق بنهاية 2021، بعد أكثر من 18 عاما على دخول القوات الأمريكية البلاد.
الاتفاق جاء على هامش زيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن. ومع قرار سحب آخر قوات أمريكية من أفغانستان بحلول نهاية أغسطس، يضع الرئيس الديمقراطي نهاية للمهام القتالية الأمريكية في الحربين اللتين بدأهما الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
ويعطي الاتفاق دفعا سياسيا قويا للكاظمي قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة، حيث يواجه ضغوطا داخلية من الميليشيات الموالية لإيران لإنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية بنهاية 2021.
وتمحورت الزيارة بشكل أساسي حول وجود القوات الأميركية في العراق وعلى نطاق أوسع قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم «داعش» المتبقية.
وقبل اللقاء قال مسؤول كبير في إدارة بايدن امس، «نحن نتحدث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحملة التي نكمل فيها إلى حد كبير المهمة القتالية ضد تنظيم «داعش» والتحول إلى مهمة استشارية وتدريبية بحلول نهاية العام».
وتوقع المسؤول إجراء «تعديلات إضافية» بحلول نهاية العام 2021. وأضاف «اقترح العراق، ونحن نوافق تماما، أنهم يحتاجون إلى تدريب مستمر ودعم بالخدمات اللوجيستية والاستخبارات وبناء القدرات الاستشارية، وكلها ستستمر». رسميا، تمت هزيمة التنظيم في العراق في العام 2017 على أيدي القوات العراقية المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، لكن تبقى مخاوف عودته حاضرة بحسب مصدر ديبلوماسي أميركي، لأن «العديد من الأسباب التي سمحت بصعود التنظيم في العام 2014 لاتزال قائمة». وجاءت زيارة الكاظمي إلى واشنطن في وقت تتعرض القوات الأميركية بالعراق لهجمات متكررة تشنها ميليشيات موالية لطهران. وتقوم واشنطن بضربات ردا على تلك الهجمات، كان آخرها في 29 يونيو حينما قصفت مواقع فصائل عراقية مدعومة من إيران عند الحدود السورية- العراقية.
ولا يزال حوالي 2500 عسكري أميركي متواجدين في العراق وترسل الولايات المتحدة أيضا بشكل متكرر إلى البلاد قوات خاصة لا تعلن عن عديدها. ولم تتوان الفصائل الموالية لإيران في تكثيف ضغوطها مؤخرا على الكاظمي الذي ضعف موقفه في مواجهة أزمات تتزايد تعقيدا في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، لا سيما أزمة الكهرباء التي يعتمد العراق على إيران للتزود بما يكفيه منها، خصوصا في فصل الصيف الحار. وقبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية يأمل رئيس الحكومة العراقي أن يستعيد بعضا من النفوذ في مواجهة الفصائل النافذة والمعادية جدا لوجود الأميركيين في البلاد.
وانسحبت معظم القوات الأميركية المرسلة عام 2014 في إطار التحالف الدولي لمساندة بغداد على هزيمة تنظيم داعش خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
رسميا، ليس هناك قوات مقاتلة، فالعسكريون الأميركيون الذين لايزالون في العراق يؤدون دور «مستشارين» أو «مدربين».
وطالبت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضم فصائل موالية لإيران بعضها منضو في الحشد الشعبي، السبت بـ«انسحاب القوات المحتلة» مهددة بمواصلة الهجمات ضد الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
من واشنطن، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل قبل بضعة أيام للتحضير للزيارة أن المحادثات بالفعل هدفها تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية.
لكن وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق بحلول نهاية العام.