دافع الرئيس الأميركي جو بايدن عن قراره بسحب قوات بلده من أفغانستان، رغم الفوضى الذي تسبب به والذي تمخض عن سيطرة طالبان على معظم البلاد، مشددا على أن الأخطار التي تواجهها الولايات المتحدة من مناطق أخرى في العالم، منها سورية، أكبر بكثير.
وفي مقابلة مع شبكة «اي بي سي نيوز» وردا على سؤال حول مراجعة الولايات المتحدة للتحليلات التي تتنبأ بعودة تنظيم «القاعدة» بعد 18 إلى 24 شهرا من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، قال بايدن إن الخطر على الولايات المتحدة من سورية وشرق افريقيا أكبر بكثير مما في أفغانستان، حيث ينتشر تنظيما «القاعدة» و«داعش». وأضاف أن الولايات المتحدة لا تملك في سورية قوة تضمن لها أن تكون محمية.
وشدد بايدن، على أن سحب معظم القوات الأميركية في أفغانستان كان «خيارا بسيطا» ولم يكن من المستطاع تطبيقه بفعالية أكبر مما حصل.
وردا على سؤال عن أخطاء ارتكبت خلال تنفيذ هذا القرار، قال بايدن إنه لا يعلم كيفية سحب القوات دون أن يخلف ذلك حالة من الفوضى، وأقر الرئيس الأميركي بغياب توافق بين الأجهزة الاستخباراتية بهذا الشأن حينئذ.
وطلب بايدن من حركة طالبان أن تقرر إن كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها، مضيفا أنه لا يعتقد أن الحركة غيرت معتقداتها الأساسية.
وقال «أعتقد أنهم يمرون بنوع من الأزمة الوجودية بشأن هل يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي على أنهم حكومة شرعية؟ لست متأكدا من أنهم يريدون ذلك»، مضيفا أن الحركة تبدو أكثر التزاما بمعتقداتها. لكنه أضاف أن طالبان عليها كذلك أن تبذل جهدا لمعرفة إن كان بوسعها توفير الدعم للأفغان، وعندما سئل إن كان يعتقد أن طالبان تغيرت، قال بايدن للشبكة «لا».
وقال الرئيس الأميركي إن شن حرب في أفغانستان لا يوفر حلولا حيال انتهاكات حقوق المرأة، وأضاف بايدن في مقابلة بثتها قناة «إيه بي سي»: «مقولة إننا سنتمكن من ضمان حقوق المرأة في العالم من خلال القوة العسكرية غير سليمة».
وتابع الرئيس الديموقراطي «انظروا إلى ما يجري للاويغور في غرب الصين. انظروا إلى ما يجري في أرجاء أخرى من العالم»، مشددا على أن السبيل لمكافحة انتهاكات حقوق المرأة «ليس الاجتياح العسكري».
واعتبر أن وسيلة التصدي «لهذه المسألة هي في ممارسة الضغط الاقتصادي، الديبلوماسي والدولي عليهم من أجل أن يغيروا سلوكهم».
ولفت جو بايدن إلى أن عددا كبيرا من النساء يحاولن مغادرة أفغانستان في رحلات الإجلاء الجوية الأميركية في مطار كابول.
وقال إنه حض مستشاريه على «وضعهن في الطائرات» وإجلاء «عوائلهن»، وأضاف «ينبغي علينا إجلاء ما أمكننا».