وصف المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، في تغريدة على تويتر، مغادرة 250 أجنبيا من أفغانستان في عملية سمحت بها حركة طالبان، بأنها أمر «إيجابي». وحظيت رحلات المغادرة من أفغانستان بتغطية إعلامية مكثفة، ولكن تغريدة خليل زاد تمثل أول إشارة إلى عدد الأشخاص الذي تمكنوا من الخروج من البلاد.
وقال خليل زاد في سلسلة من التغريدات أمس: «على مدار الأيام الثلاثة الماضية، غادر 250 مواطنا أجنبيا، بينهم عشرات من المواطنين الأميركيين ومقيمون دائمون، العاصمة الأفغانية كابول على متن رحلات طيران قطرية.
وأعرب المسؤول الأميركي الرفيع عن الشكر لدولة قطر لتسهيلها هذه الرحلات ورحب بالتعاون مع مسلحي طالبان فيما وصفه بأنه «مسعى مهم».
وأوضح المبعوث الأميركي أن واشنطن ستواصل العمل مع الحكومة القطرية، وطالبان، وآخرين، لضمان سلامة خروج مواطنيها والأجانب الآخرين، وأيضا المواطنين الأفغان الذي يسعون إلى الرحيل عن بلادهم بعد تولي طالبان مقاليد الأمور هناك.
وفي السياق، اعلنت الخطوط الجوية الباكستانية امس، انها ستطلق رحلات تجارية إلى العاصمة الأفغانية كابول اعتبارا من الغد.
وصرح الناطق باسم الخطوط الباكستانية عبدالله حفيظ خان بأن الشركة حصلت على التراخيص التقنية لتسيير رحلات إلى مطار كابول، مضيفا أن الشركة تلقت 73 طلبا من أشخاص يرغبون في السفر، وأوضح أن كثيرا من الطلبات أتت من منظمات إغاثة وصحافيين يرغبون في السفر إلى كابل.
وقال خان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنه لا يتعين النظر إلى الرحلات الجوية على أنها «عملية مجدولة منتظمة» ولكن كخدمة «مستأجرة» حسب الطلب.
وفي غضون ذلك، تجمعت بضعة مئات من الأفغانيات المنتقبات في مدرج بجامعة كابول امس، تعبيرا عن دعمهن لنظام طالبان الجديد الذي تثير سياسته تجاه المرأة القلق داخل البلاد كما خارجها.
ولوحت النساء اللواتي يبلغ عددهن 300 امرأة، ومعظمهن يرتدين نقابا أسود اللون يغطي وجوههن بالكامل باستثناء العينين بأعلام حكام أفغانستان الجدد وهن يستمعن إلى متحدثات قدمن للدفاع عن إجراءات النظام الجديد.
ارتدى عدد قليل منهن البرقع، الذي كان إلزاميا إبان فترة حكم طالبان الأولى بين الأعوام 1996 و2001، وارتدت كثيرات قفازات سوداء، وفق وكالة فرانس برس.
وفي مدرج جامعة الشهيد رباني، انتقدت متحدثات تعاقبن على المنصة النساء اللواتي تظاهرن مؤخرا في البلاد للمطالبة باحترام حقوقهن. كما دافعن عن الحكومة الجديدة التي حظرت التظاهرات ـ إلا بتصريح من وزارة العدل.
وطلبت المتظاهرات التصريح وحصلن عليه من الجامعة، بحسب داود حقاني، مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة التعليم.
وقالت أولى المتحدثات «نحن ضد هؤلاء النساء اللواتي يتظاهرن في الشوارع ويعتبرن أنهن يمثلن المرأة الأفغانية».
وأضافت «هل (تكمن) الحرية في حب الحكومة القديمة؟ لا، ليست هذه الحرية» مشيرة إلى «أن الحكومة المنتهية ولايتها استغلت النساء. تم توظيف النساء فقط لجمالهن».