قبيل ساعات من وصول المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة لتسلم الرد الاسرائيلي على المطالب الاميركية لاستئناف مفاوضات السلام، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستجابة لطلب الرئيس أوباما بوقف جميع أعمال البناء في القدس الشرقية، حسبما أفاد به مكتبه أمس.
وقال مسؤولون في مكتب نتنياهو لم يكشفوا عن هوياتهم إن الأخير قدم رده للرئيس الأميركي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وفي الجانب الفلسطيني، قال صائب عريقات مسؤول ملف التفاوض في منظمة التحرير إن موقف نتنياهو مؤسف، معربا عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من إقناع إسرائيل لإعطاء السلام فرصة من خلال وقف الاستيطان في القدس الشرقية، حسبما ذكرته صحيفة «هآرتس».
حل الدولتين
هذا وكان جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأميركي قد قال اول من امس إن التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط سيحرم إيران من استغلال النزاع لتحويل الأنظار عن برنامجها النووي، على حد تعبيره.
ودعا جونز قادة المنطقة إلى إظهار الشجاعة والقيادة مثل الرئيس المصري الراحل أنور السادات والعاهل الأردني الراحل الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق رابين وياسر عرفات، وقال إن حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين يصب في مصلحة الطرفين ومصلحة الولايات المتحدة والعالم.
ورغم التوترات الحالية بين واشنطن وإسرائيل، إلا أن جونز قال في كلمة نشرها البيت الأبيض إن التزام الولايات المتحدة تجاه حليفتها إسرائيل «لا يتزعزع».
ونقلت وسائل الإعلام الأميركية عن جونز قوله في خطاب أمام معهد سياسات الشرق الأدنى في واشنطن «منذ أن تولى الرئيس أوباما منصبه وهو يسعى إلى حل الدولتين دولة يهودية إسرائيلية آمنة تعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمن مع دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة».
كما أكد جونز على متانة العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، وكرر ما قاله أوباما في القاهرة حول العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية التي «لا تكسر»، وقال «إنها علاقات تاريخية، دولتان كسبتا الاستقلال من خلال تضحيات المواطنين إنها صلات شعبين يرتبطان معا من خلال القيم المشتركة من الحرية والفرص الفردية إنها صلات ديموقراطيتين حيث تكمن السلطة في الشعب».
في غضون ذلك وفي وقت نفت مصر انطلاق صواريخ كاتيوشا من أراضيها باتجاه اسرائيل، اكد الجيش الاسرائيلي أمس وقوع انفجارات في الاراضي الاردنية تسببت فيها صواريخ كاتيوشا.
وقال ناطق عسكري انه تم رصد انفجارات وبرق صباح امس قرب مدينة ايلات، واضاف ان هذه الانفجارات وقعت في الاردن ولم يعثر على اي شظايا صواريخ في اسرائيل. واشار الى انه «تم الاعلان عن العثور على شظايا صاروخ كاتيوشا قرب مدينة العقبة في الاردن»، موضحا ان «الجيش يقوم بتحقيق حاليا ليحدد المكان الذي اطلقت منه هذه القذيفة».
قبل ذلك، ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن صاروخي كاتيوشا سقطا أمس قرب مدينة ايلات في جنوب اسرائيل من دون ان يسببا اصابات، مشيرة الى ان الصاروخين اطلقا من الاردن او من سيناء في مصر.
وأكد مصدر أمني أردني في العقبة ان صاروخين أطلقا من المدينة الساحلية تجاه اسرائيل لكنهما سقطا في مستودع فارغ في الأراضي الاردنية.
وصرح وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام والاتصال نبيل الشريف لوكالة الأنباء الأردنية بأن انفجارا محدودا وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس في مستودع لاجهزة التبريد عند المدخل الشمالي لمدينة العقبة نجمت عنه اضرار مادية طفيفة ولم تحدث اي اصابات في الارواح.
وقال الشريف للوكالة ان «الاجهزة المعنية باشرت التحقيق لمعرفة اسباب الانفجار والوقوف على التفاصيل المتعلقة به». ويجاور ميناء العقبة الاردني مدينة ايلات الاسرائيلية. وجاء اطلاق الصاروخين بعد تسعة أيام من تحذير إسرائيل لمواطنيها الذين يقضون عطلات في شبه جزيرة سيناء المصرية الواقعة على الحدود مع ايلات بالمغادرة على الفور، وأشارت إلى معلومات أن متشددين ربما يحاولون خطف إسرائيليين.