القاهرة ــ نورا راشد
بدأ مشوار حياته وهو يحمل بين يديه مشاعل الدعوة الاسلامية والفقه المستنير المصحوب بتاريخ علمي متميز وسيرة ذاتية ناصعة تتميز بالاعتدال والوسطية في آرائه، خاصة فيما يتعلق بالاختلاف بين الشيعة والسنة، حيث يرى ان هذا الاختلاف هو في الفروع فقط واستحالة ان يؤدي الى تخريب او تدمير كما يحدث الآن بين الاخوة في العراق الشقيق، داعيا في الوقت نفسه ان تتمسك الامة بعروبتها ووحدتها، وان تعتصم بحبل الله وتكون كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام «كالبنيان المرصوص» في وجه اعدائها، وان يسلك علماؤها طريق العلم والمنطق الواضح في شرح تعاليم الاسلام الحنيف بعيدا عن الصراخ الذي لا يفيد، ويرى طنطاوي ان المسيئين للاسلام والصحابة هدفهم احداث فتنة في المجتمعات الاسلامية واصفا هذه الفئة بالملحدة التي تتحرك بأيد خبيثة هدفها النيل من العروبة والاسلام.
«الأنباء» التقت فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر د.محمد سيد طنطاوي وكانت لها الاسئلة التالية:
ما دور الازهر الشريف في ظل هذه الظروف التي يشهدها العالم ومنطقة الشرق الاوسط بالتحديد؟
منهجنا يقوم على الوسطية والاعتدال والبعد عن التعصب الاعمى والعنصرية، ونحن نعتبر الناس جميعا من اب واحد وان الاختلاف في العقائد لا يمنعنا من التعامل مع الآخرين.
ونرفض بشدة الاساءة لجميع الاديان السماوية والى الرسول ژ ومحاولات البعض النيل من الاسلام في شخص رسوله.
هل من الممكن بعد حالة التشرذم التي تشهدها الامة ان تعود اللحمة اليها من جديد؟
الوحدة العربية والاسلامية من الممكن ان تتحقق بتوحيد الاهداف، بحيث يكون هناك تقارب في الفكر والمقصد والغاية، فاذا ما كان التقارب بين الشعوب موجودا واتفقت عليه الامة فمن الممكن ان تتحقق اذا كانت قائمة على اسس قوية وثابتة ومخلصة، واعتقد ان هذا سيحدث اذا التقت الافكار والاهداف.
ما نظرة الاسلام لغير المسلمين؟
الاسلام يعطي كل انسان حقه سواء كان مسلما ام غير مسلم، ودستور هذه العلاقة نجده متأصلا في هاتين الآيتين الكريمتين في قوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ـ سورة الممتحنة).
ان الآية الاولى تقول ايها المسلمون ان الله عز وجل اباح لكم ان تعاملوا غير المسلمين معاملة طيبة ما داموا ايضا يعاملونكم نفس المعاملة اما الذين يعتدون على اوطانكم وعلى اموالكم واعراضكم اذن الله لكم ان تدافعوا عن انفسكم.
اذن مهمتنا ان نبين ان الاسلام فتح الطريق الى حل جميع هذه المشاكل، سواء عن طريق المحاورة ام المناقشة عن طريق ابداء الرأي واظهار الحجة، ونحن نوجه نداءنا الى العالم الاسلامي ان يعتصم بحبل الله وان يكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وان يتعاونوا على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )