القاهرة ـ ليلى نور
على مستوى التاريخ والشعوب تأتي قيمة وأهمية «لا»، فالزعامات التاريخية استمدت شرعيتها ومكانتها من قول «لا» في اللحظات الحاسمة والفارقة في تاريخ شعوبها، فقد اكتسب شارل ديغول مكانته السياسية والتاريخية عندما قال «لا» بعد اجتياح فرنسا في عدة ساعات من ألمانيا النازية، وفي مصر تأتي مكانة أحمد عرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول وعبدالناصر من قدراتهم على قول «لا» وصناعة «لا» عمليا وسياسيا ومع تعاقب الأزمنة وتبدل الأحوال اختلفت الرؤى حول مغزى «لا»، هل هي الرفض؟ أم هي استدراك لما يمكن أن يحدث فيما بعد؟
وضيف الحوار د.محمود أباظة يتمتع بصوت عال عندما يفكر فهو خلاصة رحلة علمية وتاريخ عائلي ينتمي لأعرق حزب مصري وهو الوفد، تدرج في العمل الحزبي وتصدى لمواقع المسؤولية بفكر مختلف، فكر وآثر أن يقول لا للبيروقراطية والديكتاتورية وراح يفكر بإيقاع عصري جديد وبخبرة متنامية منذ انتخابه رئيسا لحزب الوفد.
وبنغمة التفاؤل أكد رئيس الوفد أن إرادة الشعب تقف أمام رغبة الحزب الوطني ليكون صاحب الدولة وربها قائلا: على الحزب الوطني أن يرحل لأنه فشل في إدارة البلاد.
وقال أباظة ان خلاف الوفد مع مبارك في توزيع السلطة بين الحاكم والمحكوم لافتا إلى ضرورة توافق السياسة الخارجية التي يجب أن تكون محل توافق عام، مشيرا إلى فشل السياسة الاقتصادية ولم نجن ثمار التحول من اقتصاد الخطة إلى اقتصاد المبادرة البطيء وأضاف: أيضا خلافنا يتمحور حول الانفتاح السياسي فالرئيس يرغب في التطور البطيء ونحن نرى أن الحالة الطبيعية هي الحرية وغيرها هو الطارد فالخطر يزداد مع التدرج في الإصلاح.
رئيس الوفد تحدث لـ «الأنباء» بقلب مفتوح ولم يخف تخوفه من انشغال الناس في البحث عن أعداء منهم أو اختراع أعداء لتقسيم الأمور محذرا من الطائفية والمذهبية وكثرة المدعين.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )