بيروت ــ عمر حبنجر
لم تصمد الهدنة غير المعلنة التي سادت عصر امس طويلا مع عودة اعمدة الدخان واصوات القصف المدفعي لتدوي في مخيم نهر البارد، حيث قال الجيش اللبناني انه قصف مواقع لفتح الاسلام بعد تعرضه لاطلاق نار من داخل المخيم، فيما كانت سيارات الاسعاف تتحضر لدخول المخيم.
الهدنة الهشة التي ابتدأت عند الثالثة عصرا بدافع تمكين وسائل الاسعاف من اخراج الجرحى وادخال المؤن، اعقبها تهديد صريح من المتحدث باسم جماعة فتح الاسلام الفلسطينية بالرد خارج مدينة طرابلس اذا استمر قصف الجيش للمخيم. وقال المتحدث ابوسليم طه «الوضع بالنسبة للمدنيين لا يحتمل، القصف استهدف المنازل واصاب مسجدين، واذا استمر الحال كذلك فسننقل المعركة الى خارج طرابلس».
وجاءت الهدنة الهشة ثمرة الاجتماع الذي عقدته جميع الفصائل الفلسطينية مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة صباحا، غير ان الصليب الاحمر الدولي عاد وصحح، معتبرا ان ما حصل مجرد ممرات آمنة تم فتحها لاخراج الجرحى وليست هدنة.
وبعد اللقاء مع السنيورة، تحدث ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي للصحافيين قائلا: البحث تركز على ظاهرة فتح الاسلام وما جرى من اشتباكات، وقد كررنا ما صدر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية من ادانة لظاهرة فتح الاسلام، واكدنا التعاون المشترك مع الجيش اللبناني والدولة اللبنانية في معالجة هذه الظاهرة بما يخفف من معاناة شعبنا الفلسطيني، وبالتالي يجب الا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة هذا العمل المرتجل بما يسمى بظاهرة فتح الاسلام.
وردا على سؤال، قال ان دخول الجيش اللبناني الى داخل المخيم للقضاء على ما يسمى بفتح الاسلام هو قرار لبناني ولمسنا من الرئيس انه يحرص على الا يذهب ابرياء ضحايا، والدخول الى المخيم لا يعني ان هناك امرا سهلا في التخلص من هذه الظاهرة. وعن امكانية الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية داخل المخيم لحل هذه الازمة، اوضح «نحن لدينا عقل مفتوح واستجابة كاملة لما يطلب منا من الدولة اللبنانية». واضاف زكي «اعلنا سابقا التعاون المشترك لانهاء هذه الظاهرة شرط الا تكون تكلفتها عالية جدا على الابرياء الفلسطينيين».
وتابع «لا نريد ان يكون الفلسطيني عنوان تفجير ولا ان يكون مخيمنا الشرارة التي تنطلق منها الحرب الاهلية في البلد».
بيد انه في معلومات لـ «الأنباء» ان مسؤول فتح الاسلام في مخيم النهر البارد شاكر العبسي اتصل ببعض قادة الفصائل طالبا اقناع رئيس الحكومة بترتيب وقف لاطلاق النار، في الوقت الذي كانت عناصره تمارس القنص من بعض مواقع المخيم باتجاه الطريق العام في منطقة العبدة، والجيش يرد بقذائف الدبابات على مصادر نيران القناصة.
رئيس الحكومة ابدى استعداده ولأسباب انسانية لتوفير مجال لادخال المواد الغذائية للمخيم واخراج الجرحى، إلا انه رفض البحث برفع هراوة الجيش عن رأس «فتح الاسلام» إلا في حال اصدرت الفصائل الفلسطينية المعارضة الممثلة في هذا اللقاء والتي مقارها في دمشق بيانا تستنكر فيه جرائم «فتح الاسلام» وتتبرأ منها.
وعند الظهر تبين لممثلي منظمة التحرير ان قيادات فصائل المعارضة امتنعت عن اصدار بيان من دمشق بهذا المعنى.
بعدها سرت شائعة تقول ان ازدياد الضغط على فتح الاسلام في مخيم النهر البارد يمكن ان يفضي الى تحريك جماعة الجبهة الشعبية والقيادة العامة المتمركزين في انفاق بلدة الناعمة على الطريق الساحلي الى الجنوب.
الصفحة في ملف ( pdf )