دمشق ــ هدى العبود
اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الحوار مع الولايات المتحدة الاميركية مجد ومثمر، مشيرا الى ان بلاده تؤمن بأهمية مبدأ الحوار في سياستها الخارجية.
واضاف المعلم في حوار مع طلبة جامعة دمشق، ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس «لم تأت خلال الاجتماع (مؤتمر شرم الشيخ) باللهجة الاميركية السابقة، وانما طرحت فكرة التعاون وقدمنا لها عرض سورية واذا تمت تلبيته فنحن جاهزون وكان اللقاء معها مثمرا».
واشار المعلم الى ان ما يميز السياسة الخارجية السورية هي محافظتها على الحوار في اطار واقعي. وقال ان واشنطن طالبت في البداية بمطالب «غير قابلة للنقاش وهي اغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية وطرد قادتها، وهذا يعني فصل سورية عن القضية الفلسطينية واغلاق الحدود السورية العراقية لقطع أي علاقة مع الاخوة في العراق والرضوخ لمطالب اسرائيل لعملية السلام وقطع العلاقة مع حزب الله اللبناني».
وتابع «ان الولايات المتحدة ابلغتنا انه في حال عدم تنفيذ هذه المطالب فإنها ستقوم بعمليات عسكرية ضد سورية ثم غيرت السيناريو الى تغيير النظام السوري، وبعد فشل ذلك عادوا وطالبوا بأنه على النظام السوري ان يغير سلوكه ثم بدأوا بسياسة عزل وتحجيم سورية».
وحول الوضع في العراق، قال انه خلال اللقاءات والاتصالات التي جرت مع شريحة واسعة من مكونات الشعب العراقي قدمت سورية تصورها لحل سياسي في العراق ينطلق من حقيقة عدم وجود حل عسكري ولابد من ان يكون هناك حل سياسي يؤكد على وحدة العراق ارضا وشعبا ورفض تقسيم العراق.
واضاف ان التصور السوري لحل سياسي في العراق يؤكد ايضا على هوية العراق العربية والاسلامية، فالهوية العربية تجتمع فيها السنة والشيعة وفي الاسلام يجمع الكرد والتركمان وعلى اساس تحقيق استقلال العراق، وهذا يعني جدولة زمنية لانسحاب القوات الاجنبية من العراق وبالتزامن مع قيام جيش وطني عراقي يدافع عن سلامة وامن العراق، وهذا يتطلب حل الميليشيات وعودة ضباط وعناصر الجيش العراقي «الذين سرحهم الحاكم الاميركي وتعديل قانون اجتثاث البعث لأن وحدة العراق تصان بالفكر القومي».
وحول الوضع في فلسطين، قال ان سورية وجهت الدعوة الى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة اسماعيل هنية لزيارة دمشق للتباحث حول الوصول الى اتفاق امني راسخ وصلب لوقف الاقتتال الفلسطيني.
وبالاشارة الى الوضع في لبنان، اكد المعلم ان امن واستقرار لبنان هو امن واستقرار سورية وان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو وصول اللبنانيين الى قواسم مشتركة «وللاسف لم تكن سورية اللاعب الوحيد في لبنان، فقد كان هناك لاعبون عرب والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وكلما اقترب التوصل الى القواسم المشتركة لاحظنا صدور مواقف تعيد الحوار الى مربع الصفر».
وحول المحكمة الدولية المختصة بمحاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، قال المعلم ان سورية ليست معنية بهذه المحكمة والموضوع هو اتفاق بين الامم المتحدة ولبنان ولم تتم مناقشته مع سورية، مؤكدا ان هذه المحكمة تمثل تنازلا عن شيء من سيادة لبنان.
واضاف ان تشكيل هذه المحكمة سابقة في العلاقات الدولية وان التسرع في اقامتها تجعل من مجلس الامن الدولي طرفا.
ووصف المحكمة بأنها اداة للتآمر وقال «شيء طبيعي ان يجدوا ادوات يتآمرون فيها على سورية، وهذه المحكمة هي احدى ادوات السياسة الاميركية للنيل ليس من سورية فقط بل من المنطقة، لذلك قلنا صراحة لن نتعامل مع هذه المحكمة».
الصفحة في ملف ( pdf )