بعد 4 ساعات على بدئه، انتهى اللقاء الذي جمع سفيري الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي عُقد في مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ببغداد امس، في أول محادثات رسمية على هذا المستوى بين البلدين منذ 1980 وصرح السفير الاميركي في العراق ريان كروكر بان مباحثاته مع نظيره الايراني امس في العاصمة العراقية كانت «عملية».
وقال كروكر خلال مؤتمر صحافي عقده في اعقاب المحادثات إنه كان هناك اتفاق بين الطرفين ازاء الشأن العراقي وانه طلب من الجانب الايراني ان «يقرن الاقوال بالافعال».
وكشف كروكر ان الجانب الايراني سيقدم اقتراحا لعقد جولة ثانية من المباحثات بين الجانبين وانه سيبحث الاقتراح لدى تلقيه.
وعقدت المباحثات في مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الواقع في المنطقة الخضراء في بغداد.
و قال السفير الاميركي ان الجانب الايراني اقترح خلال المحادثات تشكيل لجنة ثلاثية لتنسيق المسارات حول الوضع داخل العراق.
ووصف المحادثات بـ «الايجابية على الرغم من رفض الايرانيين الخوض في كثير من التفاصيل» لافتا الى ان «اهداف الجانب الايراني وفقا لما اعلنوه مشابهة جدا لسياساتنا ولاهداف الحكومة العراقية».
واستدرك السفير الاميركي قائلا «لكننا نريد ان نرى من الايرانيين افعالا وليس مجرد اقوال» مشيرا الى انه طلب من الايرانيين ان «يكون سلوكهم متماشيا مع اقوالهم».
ولفت الى ان الجانب الايراني وصف وجود القوات متعددة الجنسيات في العراق بانه احتلال، مضيفا «اوضحنا لهم ان قوات التحالف تنتشر في العراق بناء على رغبة العراقيين».
واضاف كروكر «نريد ان نرى ممارسات تتماشى مع المباديء المعلنة وبالتالي اعتقد اننا سننتظر ونرى ما سيحدث على الارض، ونريد ان نرى مؤشرات تشير الى تغيير المسار الايراني». وحول الطرف العراقي في الاجتماع قال كروكر ان «المباحثات كانت بقيادة عراقية وهم اشرفوا على النقاشات.
وقال كروكر انه طلب خلال المفاوضات من الايرانيين وقف تزويد المسلحين بالمتفجرات التي يستهدفون بها قوات بلاده.
واضاف كروكر الذي ترأس وفد بلاده في المفاوضات، عقب انتهاء الجلسة الاولى منها ظهر امس، انه لم تتم خلالها مناقشة الملف النووي الايراني. واشار الى انه تم الاتفاق بين العراق وايران والولايات المتحدة على ان تقتصر المفاوضات على الشأن العراقي وحده. وقال ان الجلسة الاولى لم تتضمن مباحثات تفصيلية وانما تضمنت استعراضا للمواقف حيث اكد الايرانيون انهم مستعدون للعمل من اجل امن واستقرار العراق، ووصف النقاط التي عرضها الايرانيون بالايجابية.
واكد ان قضية المعتقلين الايرانيين الخمسة لدى القوات الاميركية لم تناقش في جلسة الامس وكذلك موضوع جدولة الانسحاب العسكري الاميركي من العراق. وطالب السفير الايرانيين بوقف تزويد المسلحين الذين يستهدفون قوات بلاده بالمتفجرات والعبوات الناسفة التي تؤدي الى مقتلهم. وحذر من ان التدخل في شؤون العراق يشكل خطرا حقيقيا، ولذلك «لانريد التوصل الى نتائج تقليدية وانما الى خطوات عملية» وهو امر اوضح كروكر انه سيأخذ بعض الوقت.
الصفحة في ملف ( pdf )