- افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» التي يدرس فيها عشرات المختصين من كل مكان في العالم من أبرز ملامح التنميةإطلاق خادم الحرمين الشريفين مبادرة «حوار الأديان» لاقى رواجاً عالمياً كبيراً ووضع المملكة تحت الأضواء لفترة طويلة
مع حلول الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي وافقت امس الاربعاء، تشهد المملكة العربية السعودية ثورة تغييرات كبيرة، داخليا وخارجيا، على كل الأصعدة، الاجتماعية والثقافية والإعلامية، وحتى السياسية.
فقد أصبحت المملكة ركيزة أساسية في قائمة الدول الأقوى عالميا، من خلال انضمامها لمجموعة العشرين الـ 20 لتكون إحدى الدول صانعة القرار السياسي والاقتصادي في العالم، كما كانت المملكة تحت الأضواء لفترة طويلة، من خلال حدثين مهمين، هما إطلاق الملك عبدالله لمبادرة «حوار الأديان» التي لاقت فكرته رواجا عالميا كبيرا، إضافة الى افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» التي يديرها البروفيسور السنغافوري تشون فونغ شي، ويدرس في حرمها الجامعي ـ على ساحل البحر الأحمر ـ عشرات المختصين من كل مكان في العالم.
الحوار الوطني
داخليا، اهتمت المملكة خلال السنوات الخمس الماضية بالحوار الوطني، حيث منح قرار الملك عبدالله في هذا الصدد البلاد منتدى عاما لمناقشة الكثير من القضايا التي كانت حتى وقت قريب من المحظورات، سواء كان حوار السنة والشيعة أو قضايا المرأة أو الاختلاط، والتطرف والإرهاب.
ومن أبرز ملامح الإصلاح، التي تعتبر من التغييرات التاريخية للملك عبدالله اهتمامه الكبير بمجال التعليم، فقد قفز عدد الجامعات في البلاد من 7 إلى 24 جامعة، كما يعمل عدد منها بالشراكة مع الجامعات الأجنبية، وتتخصص في الطب والمحاسبة والتكنولوجيا والحقوق وغيرها، كما يدرس عشرات الآلاف من الطلاب في الجامعات المنتشرة في العالم من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وفي عهد الملك عبدالله أصبحت للمرأة مكانة وحضور كبيران، غير أنه كان دائما يحرص على تكريم المتفوقات والمبدعات، فقد تم في عهده تعيين أول امرأة في منصب رسمي، وهي نورة الفائز، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، إضافة إلى تعيين الإعلامية سناء مؤمنة في منصب مدير عام قناة «أجيال» التي انطلق بثها مع عدد من القنوات السعودية الجديدة أخيرا.
مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة
وابرز مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة د.محمد بن علي العقلا أن ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكا وقائدا في عامها الخامس لها مكانتها في نفوس المواطنين والمقيمين والمسلمين بعامة فملك الإنسانية واصل طريق والده الملك المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن بعده أبنائه الكرام الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمهم الله جميعا في قيادة هذه البلاد نحو الأمن والأمان ورغد العيش والتطور الحضاري في شتى المجالات.
وأكد أن خادم الحرمين قاد بلاده ومجتمعه وأمته لتحقق قفزات كبيرة ونوعية في مسيرة البناء الحضاري مواكبة ما يشهده العالم من تغييرات ومستجدات ولكن كان أساس ذلك المحافظة على الثوابت الدينية التي قامت عليها هذه البلاد، وأشار إلى ان الملك عبدالله أكد في أول خطاب وجه لشعبه بعد البيعة في السادس من أغسطس لعام 2005م بقوله «إنني إذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة أستمد العون من الله ـ عز وجل ـ وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنّه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه واتبعه من بعده أبناؤه الكرام رحمهم الله وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستورا والإسلام منهجا وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالبا منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا علي بالنصح والدعاء والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها ويحميها ويحمي أهلها من كل مكروه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
واضاف د.العقلا «في الحقيقة أنه ـ حفظه الله ـ وعد فأوفى فقد بذل فكره وجهده ووقته ليحقق لبلاده ورعيته وأمته ما تصبو إليه في مختلف الجوانب».
وزير العدل: تحول كبير
من جهته، رأى وزير العدل د.محمد بن عبدالكريم العيسى أن المراس الإداري والسياسي كان له الأثر الكبير في صياغة الفكر القيادي لخادم الحرمين الشريفين، وتوالي النجاحات والمنجزات في المشهد الوطني.
وقال وزير العدل «ولن تنسى ذاكرتنا الوطنية التحول الكبير الذي اضطلع به خادم الحرمين الشريفين في نهضتنا التنموية الشاملة، والانطلاقة الكبرى نحو مفاهيم جديدة في صناعة التنمية والتطوير».
مضيفا: «لقد جعلت منه الخصائص القيادية قائدا موفقا في إدارته للأزمات خاصة الأزمة الاقتصادية العالمية، وموجة الغلاء التي طالت دول العالم، ومع أهمية توافر الأدوات اللازمة لإدارة الأزمات ـ لكل قيادي ـ إلا أن هناك معنى آخر يخرج عن إطار هذه الأدوات التي قد تعطي في بعض الأحيان نتائج تخرج عن الحسبان، هذا المعنى يتمثل في إرادة الخير وحسن النية التي تهدي صاحبها دوما إلى التوفيق».
مدير جامعة جازان: نهضة جبارة
من جانبه، أوضح مدير جامعة جازان د.محمد بن علي آل هيازع أن المملكة العربية السعودية تمر منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بنهضة جبارة، فخلال خمسة أعوام منصرمة شهدت البلاد العديد من المشاريع التنموية العملاقة في طول البلاد وعرضها.
وقال إن انجازات خادم الحرمين الشريفين واضحة وبينة على جميع الصعد كما أن تبنيه لنشر ثقافة الحوار في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى دليل أكيد على بعد نظره فقد أصبح القائد الأكثر مصداقية وشعبية ليس على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي فحسب بل على مستوى العالم أجمع.
حقوق الإنسان: آراء جريئة
بدوره، قال رئيس هيئة حقوق الإنسان د.بندر بن محمد العيبان إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تميز بأطروحاته وآرائه الواضحة وجرأته المقرونة بالحكمة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين تميز كذلك بصراحته ورغبته في تعزيز العلاقات العربية وإصلاح البيت العربي وقد بذل جهودا مؤثرة من أجل اللحمة العربية حيث لمس الجميع حرصه وألمه أيده الله لحال أمته.
وزير الصحة: منجزات تنموية عملاقة
من جانبه، أوضح وزير الصحة د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن المملكة العربية السعودية شهدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منجزات تنموية عملاقة على الصعيد الداخلي وحضورا سياسيا متميزا في بناء المواقف والتوجيهات من القضايا الإقليمية والدولية ما وضع المملكة العربية السعودية في رقم جديد ضمن خارطة دول العالم المتقدمة.
وقال في كلمة له بمناسبة البيعة «لقد تبوأت المملكة بفضل الله ثم حنكة الملك عبدالله ومهارته في القيادة مكانة مرموقة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا وأضحت ذات وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته».