بعد رفض روسيا دعم حكومتها المؤقتة عسكريا لضبط الوضع الامني المنفلت، أعلنت قرغيزستان أمس تعبئة جزئية لجيشها واصدرت قرارات بالسماح لقواتها باطلاق النار بدون انذار مسبق في جنوب هذه البلاد بهدف احتواء اعمال العنف الاثنية بين قوميتي القرغيز والأوزبك والتي تجاوز عدد قتلاها الـ 100 و1200 جريح تقريبا منذ اندلاعها الجمعة الماضية. وقد أعلنت وزارة الدفاع تعبئة الاحتياط في الجيش ممن تتراوح اعمارهم بين 18 و50 سنة. كما اجيز لقوات الامن إطلاق النار بدون سابق إنذار. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن «تنظيم التعبئة الجزئية للسكان المدنيين تبدأ في مكاتب التجنيد العسكري في مدن ومقاطعات البلاد».
كما فرضت الحكومة الانتقالية حظرا للتجول طيلة النهار والليل في اوش ثاني مدن البلاد وفي منطقتين مجاورتين لها، بعد أن كان هذا التدبير ساريا خلال الليل فقط. كذلك قررت الحكومة توسيع حالة الطوارئ لتشمل كل منطقة جلال اباد المجاورة حيث انتشرت أعمال العنف فيما أدت المواجهات بين الأوزبك والقرغيز الى سقوط 86 قتيلا والف جريح بحسب حصيلة جديدة اعلنتها وزارة الصحة.
وافاد شهود عيان وكالة فرانس برس بان الوضع في اوش مازال بعيدا عن التهدئة واشاروا الى حصيلة اكبر بكثير من تلك التي اعلنتها السلطات.
في هذه الاثناء، نفى الرئيس السابق المنفي لقرغيزستان كرمان بك باقييف أمس ضلوعه في موجة العنف وقال باقييف في بيان إن التقارير عن ضلوعه ما هي إلا «أكاذيب دنيئة» وإن الحكومة المؤقتة التي حلت محله بعد انتفاضة في ابريل أثبتت أنها غير قادرة على إخماد الاضطرابات.