عكست طهران الاية وباتت تستخدم بدورها سياسة العصا والجزرة. اذ وبعد اعلانها ان اتفاق تبادل الوقود النووي مايزال قائما وانها مستعدة للتفاوض حول ملفها النووي «بشروط»، أعلنت ايران انها بصدد بناء مفاعل نووي جديد مهددة بتفتيش سفن وطائرات الغرب العابرة للخليج العربي وخليج عمان.
هذا ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن الرئيس محمود احمدي نجاد قوله أمس ان ايران مستعدة لاستئناف المحادثات مع الدول الكبرى بشأن نشاطها النووي ولكن لديها شروطا.
ودون أن يحدد هذه الشروط مضى نجاد موضحا «اننا مستعدون لاستئناف المحادثات ولكن لنا شروطا سنعلنها قريبا».
وجدد الرئيس الايراني موقفه من العقوبات الاخيرة التي صدرت عن مجلس الامن، قائلا «ان العقوبات لن توقف الانشطة النووية لايران، واضاف «لن نتزحزح عن مسارنا النووي قيد انملة بسبب العقوبات».
لكن نجاد لمح الى بعض هذه الشروط وقال من مدينة جهار محال بختياري بجنوب غرب البلاد إن بلاده «تفضل المفاوضات ولكن على أساس الاحترام وليس التهديدات». مضيفا «لن نقدم أي تنازلات فيما يتعلق بحقوقنا (النووية) ولن تخيفنا القرارات أو العقوبات الجديدة».
وخاطب الدول الكبرى بالقول «لقد اتخذتم إجراءكم، وحان دورنا، وسنعلن قريبا شروطنا الجديدة للمفاوضات»، واستطرد قائلا: «لقد اتخذت القوى العالمية القرار لتضع إيران في موقف الضعيف في أي مفاوضات مستقبلية والحصول منا على المزيد من التنازلات، إلا أن هذا لن يحدث أبدا وسيموتون بكمدهم».
بموازاة هذه الشروط، صعدت طهران تحديها النووي للغرب وأعلن مسؤول البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي أمس ان ايران ستبني «قريبا» مفاعلا جديدا للابحاث النووية الطبية «اقوى» من ذلك الذي تملكه حاليا في طهران.
وقال صالحي كما نقل عنه الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي ان «ايران تصمم مفاعلا لانتاج نظائر مشعة سيكون اقوى من مفاعل طهران، وهذا المفاعل سيبدأ العمل به قريبا في البلاد». وكشف صالحي أن بلاده، تريد بناء عدة مفاعلات من هذا النوع، واوضح «خطتنا هي بناء عدة مفاعلات في شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد لكي نتمكن من انتاج نظائر مشعة للبيع والتصدير الى دول اقليمية واسلامية هي بحاجة اليها».
إلا أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية لم يعط تفاصيل حول المشروع او قوة المفاعل الجديد او المكان الذي سيبنى فيه.
وقال من جانب اخر ان ايران لديها سياستها الخاصة «المزدوجة المسار» للتعاطي مع القوى الغربية. موضحا «ان سياستنا المزدوجة هي اجراء حوار على اساس النزاهة كخطوة اولى والمضي قدما في برنامجنا النووي كخطوة ثانية لمواجهة الضغط من الاعداء».
شروط نجاد ووعود صالحي، جاءت متزامنة مع تهديدات إيرانية على لسان علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الايراني بتفتيش سفن الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول وغيرها بالخليج العربي إذا فتشت طائرات ايران وسفنها.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية أن لاريجاني أعلن ذلك في الجلسة العلنية التي عقدها مجلس الشوري الايراني أمس، وقال «اني اطمئن أميركا وبعض الدول التي تريد أن تسير علي نهجها بأن ايران ستقوم بتفتيش السفن الأميركية وتلك الدول في الخليج وبحر عمان اذا ما قامت بمثل المغامرة الاستفزاز».
أما في الملف النووي فقد صوت مجلس الشورى على مشروع قرار يطالب الحكومة بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% خلافا لمطالب مجلس الامن الدولي.
ونقل الموقع الالكتروني للبرلمان عن لاريجاني قوله ان «المجلس يدعو الحكومة الى مواصلة انتاج اليورانيوم المخصب بـ 20% والى عدم التوقف ابدا عن هذا النشاط، بعد رفض بعض الدول تأمين الوقود اللازم لمفاعل الابحاث في طهران»، وردد النواب الحاضرون «الله اكبر» تأييدا لتصريحات لاريجاني، بحسب وكالة الانباء الايرانية.
ودان لاريجاني «الضغوط غير المنطقية» التي تمارسها القوى العظمى مؤكدا ان إيران «ستواصل تخصيب اليورانيوم لتلبية حاجاتها». منددا برفض اتفاق ايران مع البرازيل وتركيا لمبادلة اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب بوقود مخصب بنسبة 20%.
في المقابل، قال مسؤول اميركي بارز، ان خيار الديبلوماسية لايزال قائما حول برنامج ايران النووي، وذلك بعدما اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان اتفاق التبادل النووي «لايزال قائما».
وقال مايك هامر مستشار مجلس الامن القومي «كما قلنا طوال الوقت، الديبلوماسية لاتزال خيارا فيما نتقدم نحو تطبيق عقوبات».
واضاف «ولكن ايران هي الطرف الذي يجب ان ياخذ خطوات ملموسة للوفاء بالتزاماتها الدولية اذا لم تكن ترغب في مزيد من العزلة».