ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تقريرا داخليا للجيش الأميركي كشف بعد ثلاثة أشهر من بدء تنفيذ الخطة الامنية لبغداد عن ان القوات المكلفة بتنفيذ الخطة لا تسيطر سوى على اقل من ثلث أحياء العاصمة، وهو ما يقل كثيرا عن الهدف المبدئي للعملية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها على الانترنت امس، أنه طبقا لآراء بعض القادة فإن التقييم الاميركي الذي تم الانتهاء منه في نهاية شهر مايو الماضي قد توصل الى ان القوات الاميركية والعراقية قادرة على «حماية السكان، والحفاظ على تأثير مادي على 146 حيا فقط من احياء بغداد البالغ عددها 456 حيا».
واوضح التقييم الذي جاء في صفحة واحدة حصلت عليها الصحيفة وتقارير القادة في بغداد، انه في بقية الاحياء والبالغ عددها 311 حيا فإن القوات إما لم تبدأ بعد عملياتها الرامية الى استئصال المسلحين او انها لازالت تواجه مقاومة.
واشارت الصحيفة الى ان هذا التقييم يلقي اول نظرة شاملة على تقدم الجهود الرامية الى استقرار بغداد من خلال ارسال المزيد من القوات الاضافية للمشاركة في تنفيذ الخطة خاصة مع بدء وصول آخر الوحدات الاميركية الاضافية التي ستشارك في تأمين العاصمة. وقال مسؤولون كبار انه تم القضاء على العنف في مناطق عديدة إلا انه مازال حادا في الاحياء المشتركة بين الشيعة والسنة في غرب بغداد، إلا انهم اعترفوا بأن التحسن لم يظهر بعد بشكل كبير او بشكل دائم في بغداد.
وقال الجنرال فينسنت بروكز نائب قائد فرقة كافالري المسؤولة عن بغداد «العملية تمر الآن بلحظة صعبة» مضيفا انه اذا كان المخططون العسكريون قد توقعوا ان يكون تم احراز مكاسب اكبر في الوقت الراهن، إلا ان ذلك لم يحدث في اجزاء كبيرة مرجعا سبب ذلك الى انه لم يتم تقديم كل وحدات الشرطة والجيش العراقي التي يفترض توليها المهام الامنية الاساسية، مثل تشغيل نقاط التفتيش والقيام بدوريات وانه في بعض الاحيان يكون اداء هذه القوات ضعيفا. وأشارت الصحيفة الى أن المخططين العسكريين عندما نصحوا بالخطة الامنية في اواخر العام الماضي توقعوا خضوع معظم احياء العراق تحت السيطرة بحلول شهر يوليو المقبل حتى يمكن الانتقال الى مرحلة استئناف الخدمات وبناء الاحياء.
وقال بروكز «نحن متفائلون للغاية وان شهر سبتمبر القادم يمثل الهدف لارساء دعائم الامن في معظم الاحياء» وهو نفس الشهر الذي حدده المسؤولون في ادارة بوش لاستعراض التقدم الذي تم احرازه في تنفيذ الخطة الامنية.
وفي نفس السياق أعلن الجيش الاميركي امس سقوط ستة قتلى جدد في صفوف قواته في العراق ليرتفع بذلك عدد الجنود الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين الى 16 قتيلا. وقال بيان عسكري أميركي إن أربعة جنود قتلوا امس دفعة واحدة في انفجار عبوة ناسفة على طريق دوريتهم في بغداد، كما قتل جندي آخر في تفجير انتحاري جنوب غرب العاصمة عندما كان في دورية مترجلة.
وأشار البيان إلى أن جنديين آخرين قتلا وجرح خمسة ومترجم عراقي في انفجارين منفصلين لقنبلتين على الطرق التي كانت تسلكها دورياتهما في العاصمة العراقية. وكان جندي من قوات المارينز قد قتل عندما فجر انتحاري نفسه في أفراد دورية كانت تستجوب عراقيين بالقرب من أحد المساجد امس الاول. كما قتل سبعة آخرون في سلسلة من الهجمات امس الاول.
وقال الجيش الأميركي إن جنديين قتلا في محافظة ديالى شمالي بغداد، حيث تقاتل القوات الأميركية مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة. كما لقي جندي أميركي حتفه واصيب آخران في انفجار في ديالى، فيما قتل جندي آخر في حادث منفصل. وأصيب جنديان أميركيان بجراح طفيفة في انفجار استهدف دوريتهم بمحافظة نينوى الشمالية. وفي غرب بغداد، لقي جندي أميركي حتفه في انفجار، وأصيب آخران في اشتباكات.
الصفحة في ملف ( pdf )