أفادت مصادر صحافية إسرائيلية أمس أن لجنة التخطيط والبناء في مدينة القدس المحتلة تعتزم الموافقة على «خطة شاملة غير مسبوقة» تدعو إلى توسيع الأحياء اليهودية في القدس الشرقية عبر البناء على ممتلكات خاصة مملوكة للفلسطينيين في هذه المناطق.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن المقترح المعروض على اللجنة سيقوم بتوحيد سياسة التخطيط للمدينة بالكامل بحيث تتم إجراءات الإنشاء وتوزيع المناطق في شطري المدينة الشرقي والغربي معا.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الصحيفة قولها إن اللجنة تعتزم منح المعترضين على الخطة مهلة 60 يوما لتقديم تحفظاتهم على الخطة قبل إقرارها مشيرة إلى أن هذه المرحلة في عملية التخطيط للبناء في المدينة تعد «حاسمة» بالنظر إلى أن خطط البناء «نادرا» ما يتم تعديلها لاحقا.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطة في حال إقرارها بشكل فعلي إلى مزيد من التضييق على المقدسيين من العرب وسط انتقادات فلسطينية وعربية ودولية لم تؤت ثمارها لايقاف عمليات الاستيطان المستمرة.
هذه الخطط وما سبقها من اعلان عن بناء بؤر استيطانية جديدة في حي سلوان بالعاصمة المقدسة، اعتبرها مسؤول ملف القدس بحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» حاتم عبد القادر، حربا مفتوحة ضد الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، وقال: إن هذه الحرب أصبحت تأخذ أربعة مسارات أساسية، هي: المسار الديني والتاريخي والديموغرافي والجغرافي.
وأوضح عبدالقادر في تصريحات لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله أن هناك مسارا لتهويد المقدسات سواء الإسلامية والمسيحية على حد سواء من خلال المحاولات المتكررة للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك ومحاولة بناء مدينة أسفله وهذا يؤكد أن المسار الديني هو مسار استراتيجي في خطة التهويد الإسرائيلية للقدس.
وأضاف: أن المسار التاريخي يهدف إلى تهويد مدينة القدس وتغيير طابعها العربي الإسلامي من خلال الحفريات التي تجري في كل مناطق المدينة، وإقامة الكنس حول المسجد الأقصى ومحاولات لتغيير أسماء الشوارع فيها بمعنى أن هناك هجمة حضارية من أجل تغيير الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.
ولفت إلى أن المسار الديموغرافي يستهدف إحداث خلل في الميزان السكاني وتغيير خريطة المدينة لصالح المستوطنين اليهود من خلال سياسة الابعاد وهدم المنازل والجدار الذي فصل أكثر من مائة ألف مقدسي عن القدس وتقليص الوجود البشري الفلسطيني في المدينة.
وأشار إلى أن المسار الجغرافي تحاول فيه إسرائيل صياغة خريطة جغرافية جديدة لمدينة القدس تقوم على التوسع بالبناء الاستيطاني وتغيير المعالم الجغرافية لمدينة القدس.
في هذه الاثناء، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انه يمكن الانتقال الى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل إذا قدمت أجوبة ايجابية عن الأسئلة التي طرحتها السلطة الفلسطينية على المبعوث الأميركي جورج ميتشل.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ان عباس قال إن القيادة الفلسطينية تنتظر من ميتشل خلال زيارته المرتقبة في بداية يوليو المقبل أن يقدم إجابات عما قدمه الجانب الفلسطيني في ما يتعلق بقضايا المرحلة النهائية والتي تشمل قضيتي الحدود والأمن.
وأضاف «إذا كان هناك أي إجابات ايجابية من الجانب الإسرائيلي فهذا جيد ويمكن أن يشجعنا على الذهاب للمفاوضات المباشرة».
وقال عباس «حتى الآن لم نسمع أي اقتراحات من الجانب الإسرائيلي ونتمنى أن نسمع منهم شيئا ولكن لم نسمع ما يشجع على المضي في المفاوضات ولكن سنرى ما سيأتي به ميتشل خلال الجولة المقبلة».