فيما أعلنت جماعة «جند الله» السنية الإيرانية المتمردة، مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج الذي استهدف أحد أكبر مساجد الشيعة بمدينة «زاهدان» أمس الأول، مؤكدة أنهما كانا ردا على «جرائم النظام الإيراني في بلوشستان وانتقاما لإعدامه عبدالملك ريغي»، أكدت السلطات الإيرانية ارتفاع عدد ضحايا التفجيرين إلى 27 قتيلا على الأقل، ونحو 300 جريح.
وقالت الجماعة، المعروفة أيضا باسم «حركة المقاومة الشعبية»، في بيان على موقعها الإلكتروني، إن اثنين ممن وصفتهم بـ «أبناء الإيمان والحماسة والإيثار، قاما بعملية بطولية قل نظيرها في قلب تجمع لقوات الحرس الثوري في حسينية زاهدان، أثناء اجتماع لهم بمناسبة يوم الحرس، مما أدى إلى مقتل أكثر من مائة عنصر من الحرس وجنود حزب الشيطان».
وكشف البيان عن هوية منفذي الهجوم، وهما محمد ريغي، ومجاهد عبد الباسط ريغي، وذكر أن المرحلة الأولى نفذها مجاهد الذي تمكن من النفوذ إلى الاجتماع، وتفجير نفسه وسط تجمع للحرس، وبعد أن قامت العناصر الأمنية بمحاصرة موقع الانفجار، تقدم محمد وفجر نفسه وسط تلك القوات.
وتابع البيان أن «هذه العمليات تأتي ردا على الجنايات المستمرة للنظام الإيراني في بلوشستان، والذي كان يعتقد أن باستشهاد الزعيم الأمير عبد المالك ريغي، سوف يتمكن من القضاء على كفاح شعبنا، ولكن هؤلاء الشبان ومن خلال التضحية بأنفسهم، تمكنوا من مواجهة قوات هذا النظام وتمريغ أنوفهم بالوحل».
إلى ذلك، أعلنت وزيرة الصحة الإيرانية، مرضية وحيد دستجردي، ارتفاع ضحايا الانفجارين إلى 27 قتيلا على الأقل، بالإضافة إلى نحو 300 جريح، وقالت إن 11 مصابا حالتهم حرجة، مشيرة إلى أنه تم إجراء عمليات جراحية لما يزيد على 170 جريحا.وذكرت وزيرة الصحة أنه تم إرسال طائرة تنقل فريقا طبيا من العاصمة طهران إلى زاهدان، في أعقاب التفجيران اللذين وقعا أمام «المسجد الجامع» أكبر مساجد المدينة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
كما أعلن محافظ «سيستان وبلوشستان»، علي محمد آزاد، حدادا رسميا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من امس الجمعة، «تكريما لأرواح عدد من المواطنين الأبرياء، الذين استشهدوا في التفجيرين الإرهابيين، اللذين استهدفا مساء امس الاول المسجد الجامع في مدينة زاهدان عاصمة الإقليم».
وهز انفجاران قويان المدينة الواقعة ضمن محافظة «سيستان بلوشستان»، القريبة من الحدود مع باكستان، حيث ذكرت مصادر أمنية أن الانفجار الأول وقع في حوالي الساعة 9:20 مساء امس الاول بالتوقيت المحلي، أمام «المسجد الجامع»، تبعه بعدة دقائق انفجار آخر في نفس الموقع.
وقال مسؤول أمني محلي «إنه ليس من الممكن حتى اللحظة، الإعلان عن العدد الحقيقي للقتلى والجرحى في الانفجارين»، وتابع نائب قائد قوات الشرطة في محافظة «سيستان وبلوشستان»، جلال سياح، أن قوات الطوارئ وصلت إلى الموقع، وبدأت التحقيق لمعرفة أسباب الانفجارين.
من جانبه، قال حسين علي شهرياري، مندوب زاهدان في البرلمان الإيراني، في مقابلة مع وكالة فارس، إن الانفجارين كانا نتيجة لعمليتين انتحاريتين حيث كان أحد الانتحاريين يرتدي ملابس نسائية يحاول الدخول الى المسجد ولدى منعه من الدخول فجر نفسه على الباب وقتل عدة أشخاص وبعد دقائق فجر الانتحاري الثاني نفسه وسط الجموع التي جاءت لنجدة ضحايا الانفجار الاول.