أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامه بالشراكة بين الولايات المتحدة والعراق وحث على تشكيل حكومة عراقية جديدة فيما أجرى نائبه جو بايدن اتصالين برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس الوزراء السابق اياد علاوي ناقش معهما التطورات الأخيرة في العراق.
وذكر البيت الأبيض في بيان ان الرئيس أوباما التقى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو والسفير الأميركي لدى العراق كريس هيل اللذين أطلعاه على التطورات المتعلقة بالمفاوضات العراقية لتشكيل حكومة جديدة والوضع الأمني على الأرض وانسحاب القوات الأميركية الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية المهمة القتالية في نهاية أغسطس المقبل.
وقال أوباما انه «بعد الانتخابات الديموقراطية الناجحة في العراق خلال فصل الربيع الماضي حان الوقت حتى يمارس القادة العراقيون مسؤولياتهم الدستورية ويشكلوا حكومة من دون أي تأخير».
وأعرب عن أسفه للهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في 22 الجاري لكنه رحب بتقرير الجنرال أوديرنو الذي أوضح ان وتيرة الحوادث الأمنية في العراق هي في أدنى مستوياتها.
كما رحب أوباما أيضا بتقرير أوديرنو الذي أفاد بان خفض القوات الأميركية في العراق إلى 50 ألف جندي مع حلول آخر أغسطس المقبل يحصل بوتيرة أسرع من المخطط له، وشكر أوباما السفير هيل والجنرال أوديرنو على خدمتهم الاستثنائية لأميركا.
وأكد أوباما التزامه بالشراكة بين أميركا والعراق قائلا انه «فيما نقلص عديد القوات الأميركية في العراق سنعزز التعاون في مجالات مثل التعليم وحكم القانون والتجارة والتكنولوجيا».
من جهته اتصل نائب الرئيس جو بايدن بالمالكي وعلاوي وتباحث معهما في التطورات الأخيرة بالعراق.
وكرر بايدن دعوته لتشكيل حكومة عراقية شاملة مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تتوقع أن تلعب الائتلافات التي فازت في الانتخابات دورا في تشكيل حكومة جديدة.
وأعرب عن دعمه لجهود القادة العراقيين لتشكيل حكومة من دون تأخير موضحا ان الحكومة المطلوبة هي حكومة قادرة على العمل لمصلحة الشعب العراقي، وأكد التزام الولايات المتحدة بإقامة علاقة طويلة الأمد مع العراق.
الى ذلك، اعلن مصدر في الشرطة العراقية اصابة قائد شرطة مدينة كركوك ومقتل ابنه وهو برتبة ملازم شرطة، واصابة 9 آخرين بينهم شرطي بانفجار سيارة مفخخة مركونة امس جنوب مدينة كركوك الغنية بالنفط.
وقال العقيد غازي محمد صالح في شرطة كركوك، ان «الملازم وسام نجل قائد شرطة المدينة قتل واصيب عشرة اخرون بينهم قائد شرطة المدينة العميد برهان حبيب طيب بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة مركونة» واشار الى اصابة قائد الشرطة بجروح بليغة.
على نفس الصعيد، اعلن مصدر في الشرطة العراقية ان بين السجناء الاربعة الذين فروا من معسكر كروبر (غرب) «وزيري العدل والمالية» و«قاض» في «دولة العراق الاسلامية»، احد التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس، ان «السجناء الاربعة الذين فروا من معتقل كروبر هم وزيرا العدل والمالية وقاض في (دولة العراق الاسلامية) اضافة لأحد عناصر تنظيم القاعدة».
واضاف ان «الاربعة عراقيون وكانوا قد اعتقلوا من قبل القوات الاميركية عام 2008 في الموصل» إحدى المناطق الأكثر خطورة في العراق وتقع على بعد (350 كلم شمال بغداد).
في سياق متصل، ومع بدء اجتماعات لجنة مشتركة شكلتها كتلتا العراقية بزعامة علاوي ودولة القانون بزعامة المالكي أكدت العراقية امس الاول انها وضعت خارطة طريق قادرة على تشكيل حكومة شراكة وطنية خلال 3 أيام في حين عبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي عن القلق من استمرار الحكومة الحالية بممارسة مهامها بكامل الصلاحيات داعيا الى الاسراع بتحويلها الى حكومة تصريف اعمال.
واكد مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان قائمته أعدت خارطة طريق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق برنامج جاهز وقال ان زعيم القائمة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي قادر على تشكيلها خلال 3 أيام في حال اعتراف الكتل السياسية بحقها الدستوري والانتخابي.
واضاف في تصريح صحافي مكتوب ان علاوي ابلغ جميع من بحث معهم قضية تشكيل الحكومة تمسكه بحق العراقية الانتخابي الدستوري الذي لا يمكن التنازل عنه وان هذا الحق هو مفتاح الخروج من الازمة اعتمادا على مبدأ الشراكة الوطنية.
وأشار عاشور الى ان اعتراف الكتل السياسية بحق العراقية هو السبيل لتسريع تشكيل الحكومة وان علاوي قادر على تشكيلها خلال ثلاثة ايام في حال اعتراف الكتل السياسية بهذا الحق الدستوري والانتخابي.
وأوضح ان علاوي وخلال لقاءاته بزعيم دولة القانون نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقيادات الائتلاف الوطني والائتلاف الكردستاني اكد حق القائمة العراقية واعتماد مبدأ الشراكة الوطنية في تشكيل الحكومة بين جميع الكتل بانصاف ودون استحواذ على حقوق الاخرين ووفق نتائج الانتخابات، للخروج من الازمة الراهنة.
وأكد ان القائمة العراقية وضعت خارطة طريق لتشكيل الحكومة وفق برنامج جاهز يمكن ان يؤدي الى النهوض بالواقع العراقي بمشاركة القوى السياسية والامكانات العراقية المتاحة لاعادة الاستقرار للعراق والنهوض بالواقع الخدمي واعادة العراق الى دوره العربي والاقليمي والدولي.
وأوضح ان برنامج الكتل العراقية لا يختلف في اطاره العام عن برامج الكتل الاخرى ولكنه يعتمد آليات سريعة لاستعادة العراق لعافيته في جميع المجالات.