واشنطن ـ احمد عبدالله
نفت الحكومة الباكستانية ما أوردته وثائق نسبت الى اجهزة مخابرات أميركية من ان المخابرات الباكستانية تقدم دعما واسع النطاق لطالبان افغانستان. وكان موقع الكتروني أميركي ينشر وثائق تسربت من جهات رسمية أميركية قد كشف النقاب عن آلاف الوثائق التي تتابع جوانب من الحرب الأفغانية ظلت سرية حتى أخرجها الى العلن متعاونون مع الموقع الذي يسمى «ويكيليك» داخل تلك الجهات. من جهته أصدر مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز بيانا شديد اللهجة أعرب فيها عن استياء الحكومة الأميركية من فضيحة تسرب تلك الوثائق. وقال البيان ان تسريب الوثائق يعد عملا غير مسؤول يهدد علاقات التحالف بين الولايات المتحدة ودول أخرى. وأضاف البيان ان الوثائق لا تتناول الفترة الحالية من الحرب ولكنها تغطي فترة تمتد بين عامي 2003 و2009 أي انها تتناول فترة سابقة في اغلبها لحكم إدارة الرئيس باراك اوباما.
وقال سفير باكستان في واشنطن حسين حقاني ان اسلام آباد ملتزمة بمحاربة المتمردين في افغانستان وان الوئاق استندت الى معلومات قدمتها مصادر غير موثوقة ومسيسة. واعترف حقاني بان الأجهزة الأميركية اثارت بعض القضايا التي تضمنتها الوثائق في اتصالاتها بحكومته غير انه أضاف «حققنا فيما قيل لنا في حينه واكتشفنا انه غير صحيح وبرهنا على ذلك للأميركيين بأدلة واضحة». وكان موقع «ويكيليك» قد نشر وثائق تذهب في مجموعها النهائي الى إيضاح طبيعة الصلة بين المخابرات العسكرية الباكستانية وحركة طالبان على نحو يبرهن على عمق الدعم الذي يقدمه الجهاز الباكستاني للحركة الافغانية التي تقاتل الأميركيين هناك. وتتألف تلك الوثائق في اغلبها من تقارير قدمها ضباط ميدانيون الى المخابرات العسكرية الأميركية تتضمن معلومات جمعوها من ميدان المواجهة عبر مصادر افغانية. وتصف إحدى الوثاق واقعة هاجمت فيها قوات طالبان التي أتت من مواقع داخل باكستان عبر الحدود وعبر طريق يمر بعدد من مواقع حرس الحدود الباكستاني قواعد أميركية داخل افغانسان ثم انسحبت هاربة باستخدام سيارات نقل عادية عبر الحدود مرة أخرى وعلى مسمع ومرأى من الجنود الباكستانيين في مواقع حراسة الحدود دون ان يفعل أولئك الجنود شيئا لإيقاف مسلحي طالبان.
كما اتهمت الوثائق مخابرات إيران بالمشاركة في السر في الحملة ضد القوات الأجنبية في افغانستان عبر تزويد حركة طالبان بالمال والسلاح والتدريب.
واستندت التقارير بأغلبها الى معلومات قدمها جواسيس ومخبرون مقابل اجر.
وأفادت مذكرة سرية كتبها ضابط رفيع بأن «إيران اتخذت سلسلة إجراءات لتوسيع نفوذها وتعزيزه في افغانستان».
وأشارت المذكرة الى معلومات صادرة عن الخارجية الافغانية بتقديم إيران رشاوى بملايين الدولارات إلى نواب افغان والعمل من اجل إخراج وزراء إصلاحيين من الحكومة.
وأفادت الوثائق بأن «القادة يتجهون الى افغانستان لتجنيد مقاتلين» مضيفة ان الحكومة الإيرانية قدمت لكل من قادة التمرد مكافأة من 1740 دولارا لكل جندي يقتل و3480 دولارا لكل مسؤول حكومي.
وأشارت وثيقة أخرى تعود الى يناير 2005 الى ان الاستخبارات الإيرانية قدمت ما يوازي 212 ألف دولار أميركي الى الحزب الإسلامي التابع لرئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار وهو حركة التمرد الثانية بعد حركة طالبان في افغانستان.
كما أشار تقرير للاستخبارات صادر في يونيو 2006 الى قيام مسؤولين إيرانيين بتدريب مقاتلين من طالبان والحزب الإسلامي في مدينة بيرجند شرق إيران، قريبا من الحدود الافغانية.