لندن - عاصم علي
بدأت الخطة الارهابية في لندن تأخذ منحى دوليا أمس، بعدما أعلنت أستراليا اعتقال طبيب هندي في ولاية كوينزلاند يعتقد أنه الطبيب السادس المعتقل في هذه القضية. كما فجرت الشرطة الاسكتلندية سيارة مفخخة في مرآب مسجد في غلاسغو، في وقت أصدرت المنظمات الاسلامية في العاصمة البريطانية بيانات نددت فيها بالمخططات الارهابية واعتبرت أن من يخطط للقتل والتدمير «هو عدو لنا جميعا».
وأعلنت مصادر طبية استرالية أن الطبيب محمد حنيف - 27 عاما - اعتقل في ولاية كوينزلاند حيث انتقل للعمل بعدما استقال من وظيفة طبية أخرى في مدينة ليڤربول الانجليزية.
واعتقلت الشرطة البريطانية مشتبها به في مدينة ليڤربول أيضا. كما تبين أن حنيف كان اشترى تذكرة ذات وجهة واحدة يعتقد أن هذا الطبيب الهندي كان ينوي استخدامها للسفر الى بلده الأم. وبرز أمس أن التقدم السريع في التحقيقات جاء نتيجة أجهزة الجوال التي تركت في السيارتين المفخختين اللتين تركتا في وسط لندن قرب ملهى ليلي.
وسارعت الشرطة وقتها الى أخذ بطاقات الهاتف والعمل عليها، ما أدى الى «ثروة» من المعلومات الاستخباراتية قادتهم الى الخلية الارهابية في غلاسكو حيث طالبوا المراكز التجارية بزيادة الاجراءات الأمنية الاحترازية في مرائبهم خشية دخول سيارة مفخخة اليها.
وتبين أن الارهابيين تركوا أرقاما مخزنة في ذاكرة الجوال، اعتقادا منهم بأن الانفجار سيدمر هذه الأجهزة ولن يترك أي أثر لها.
إلا أن الشرطة عثرت على هذه الأرقام التي قادتهم الى عناوين أشخاص قريبين من الارهابيين. وتبين أن الطبيب الأردني وزوجته دانا اعتقلا نتيجة وجود رقم الأول في أحد الهاتفين المصادرين، فيما استطاعت الشرطة تحديد مكانهما عبر التقاط اشارات الجهاز الجوال المفتوح، وهي تقنية متقدمة جدا.
وفي هذا السياق أيضا، تحدثت تقارير عن مخاوف من أن يكون الارهابي المعتقل ديرين باروت المسجون لثلاثين عاما بتهمة التخطيط لتفجير سيارات ليموزين محملة بمتفجرات ومسامير، تماما كالسيارتين اللتين عُثر عليهما في وسط لندن، هرّب خططه الارهابية الى خارج السجن عبر أحد أصدقائه المفرج عنهم. وكانت السلطات البريطانية أبعدت باروت عن بقية السجناء نظرا الى قدرته الفائقة على التأثير فيهما، وخصوصا أن باروت تلقى تدريبا متقدما في معسكر لتنظيم «القاعدة» في أفغانستان على أيدي خالد الشيخ محمد العقل المدبر لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن.
وفي التفاصيل اعلنت الشرطة الاسكوتلندية أمس ان خبراء الغام فجروا صباحا سيارة مشبوهة مركونة قرب مسجد في غلاسكو وعلى علاقة بالاعتداءات التي احبطت اخيرا.
وكانت شرطة ستراثكلايد اعلنت قبل ذلك انه «ليس هناك ما يوحي بأي رابط» بين هذه السيارة والاعتداءات، لكن المفوض ستيوارت دانيالز صرح بعد ذلك لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في اسكوتلندا بأن لديه معلومات تشير الى وجود مثل هذا الرابط.
وقال «ان العملية تشهد تطورا سريعا جدا، وثمة خيوط كثيرة جدا في التحقيق وكل منها تفضي الى خيوط جديدة. هذه السيارة هي من السيارات التي ظهرت على ضوء التحقيق». وتم استدعاء خبراء متفجرات ليلا الى مسجد فورث ستريت في بولوكشيلدز بضاحية غلاسكو غير انهم قرروا ان ينتظروا انتهاء الصلاة الجارية في المسجد قبل تفجير السيارة. وقال دانيالز ان «المسجد بحد ذاته لا علاقة له بالحادث».
الصفحة في ملف ( pdf )