كعادته وفي مقر الأمم المتحدة أمس الأول، فجر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قنابل من العيار الثقيل، بعد أن شن هجوما حادا على الولايات المتحدة الأميركية واتهمها بأنها دبرت هجمات 11 سبتمبر من أجل «وقف تداعي الاقتصاد الأميركي» وإلى إعطاء نفسها ذريعة أمام العالم لـ «غزو العراق وأفغانستان» داعيا إلى تحقيق دولي، ما أدى إلى انسحاب وفود أميركا وبريطانيا وبقية الدول الأوروبية تباعا من قاعة اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وأشار أحمدي نجاد إلى أنه بينما يأسف لقتلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر فإنه «في أفغانستان والعراق قتل مئات الآلاف وجرح وتشرد الملايين ولايزال الصراع مستمرا».
وأثار احمدى نجاد نظرية ثالثة عن الهجمات قائلا « نفذتها جماعة ارهابية لكن الحكومة الأميركية ساندت هذا الموقف واستغلته. ويبدو ان هذا الرأي لا يسانده الا قليلون».
وقال الرئيس الايراني ان الدليل الرئيسي على تلك النظرية هو انه «لم يعثر الا على عدد قليل من جوازات السفر في القدر الهائل من الحطام وشريط فيديو لشخص ليس معروفا مكان اقامته لكن قيل إنه كان له دور في صفقات نفطية مع بعض المسؤولين الأميركيين».
واضاف «تم أيضا التستر عليه وقيل انه بسبب الانفجار والحريق لم يكن هناك أثر للمهاجمين الانتحاريين».
وكما حدث في السنوات الماضية استخدم الرئيس الايراني منصة الجمعية العامة للهجوم على عدو ايران اللدود اسرائيل وللدفاع عن حق بلاده في برنامج نووي يخشى الغرب ان يكون هدفه اكتساب اسلحة نووية.
وقال «هذا النظام (اسرائيل) الذي يتمتع بالدعم المطلق من بعض البلدان الغربية يهدد دوما البلدان في المنطقة ويستمر في اغتيال الشخصيات الفلسطينية وغيرهم علانية».
وقال احمدي نجاد «كل القيم وحتى حرية التعبير في اوروبا والولايات المتحدة يضحى بها على مذبح الصهيونية».
وانتقد الرئيس الايراني مجلس الامن الدولي لفرضه عقوبات على بلاده قائلا ان هذه العقوبات «تدمر ما تبقى من مصداقية» للمجلس المؤلف من15 دولة.
في المقابل، قال المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الامم المتحدة مارك كورنبلو ان «السيد أحمدي نجاد اختار مجددا ان يفجر نظريات المؤامرة الدنيئة والافتراءات البغيضة والوهمية كما هو متوقع وذلك بدلا من ان يصور تطلعات وحسن نية الشعب الايراني».
ومن ناحيته، قال ديبلوماسي فرنسي ان ما قاله نجاد يشكل «اهانة للجمعية العامة وللحقيقة».
وقال هذا الديبلوماسي الفرنسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» «انها عبارات غير مقبولة وتشكل اهانة للجمعية العامة وللحقيقة» مؤكدا ان الوفد الفرنسي انسحب خلال إلقاء نجاد كلمته.
من جانبه، وصف الاتحاد الأوروبي خطاب نجاد بـ «الشائن وغير المقبول»، وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ان ممثلي الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انسحبوا من قاعة الاجتماعات بسبب تصاريح نجاد، مضيفة «بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي أريد أن أعبر عن تضامني مع عائلات وأصدقاء الأشخاص الذين قتلوا وجرحوا بهجمات 11 سبتمبر».