دخلت المرأة الحديدية ديلما روسيف التاريخ البرازيلي من بابه العريض بعد فوزها بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة كأول سيدة تشغل هذا المنصب.
وبعد فرز كل الأصوات، حصلت روسيف على أكثر من 56% من الأصوات الصحيحة مقابل 44% حصل عليها منافسها مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي جوزيه سيرا الذي أعترف بهزيمته مساء أمس الأول.
ويعني انتخاب روسيف استمرار سياسات الرئيس المحبوب لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي رشح وزيرة شؤون الرئاسة السابقة كمرشحة عن حزب العمال الحاكم والذي أيدها حتى باتت السياسية غير المعروفة نسبيا هي خيار البرازيليين لمنصب الرئيس.
وتحدثت روسيف وهي دامعة العينين عن دا سيلفا في أول تصريح لها كرئيسة منتخبة أمام القاعة التي اكتظت بمسؤولي حزب العمال الحاكم «إن تولي الرئاسة خلفا له أمر صعب ويمثل تحديا لكنني سأعرف كيف أحافظ على إرث لولا، سأعرف كيف أعزز عمله وأبني عليه». وأبرزت روسيف وضعها التاريخي كأول رئيسة للبرازيل.
وقالت «أود حقا أن ينظر الآباء والأمهات اليوم في أعين الفتيات ويقولوا لهن: نعم، النساء يستطعن».
وأضافت أن «الالتزام الأكثر أهمية» بالنسبة لها سيكون القضاء على الفقر وتوفير الفرص للجميع.وأكدت على التنمية الاقتصادية ومحاربة «مبدأ الحمائية الذي تمارسه الدول الغنية» وإنها تحتاج إلى وضع حد للمضاربات المالية التي تزيد من «اضطراب رأس المال والعملات».
وقال لولا عن مرشحته المفضلة بعد الإدلاء بصوته في مسقط رأسه بمدينة ساو برناردو دو كامبو الصناعية قرب ساو باولو «ليس لدي شك في أنها ستأتي بحكومة عظيمة لهذا البلد».
وخلال الاحتفال بفوز «مرشحة الرئاسة»، دلت الحماسة التي ظهرت على المحتفلين بمجرد ذكرها أسم الرئيس لويس إغناسيو لولا دا سيلفا، على عمق الارتباط بين الشخصيتين، وأخذ المئات من المؤيدين يهتفون بسمه «لولا...لولا»»، رغم أنه لم يكن متواجدا في الفندق بمدينة برازيليا حتى لا «يسرق منها الأضواء» وفقا لرغبته. وقال متحدث باسمه «إنه يعتقد أن اليوم حفل روسيف وأن الرئيس لن يقول شيئا».
وغالبا ما يسخر من لولا لاستهلاله الكثير من خطاباته بعبارة «لم يحدث ذلك أبدا في تاريخ هذه البلد». لكن هذه العبارة يمكن له أن يقولها بكل ثقة كونه لم يحدث من قبل في تاريخ البرازيل أن تولت امرأة رئاسة الدولة وإنه لم يحدث من قبل أن استمر حزب العمال لهذه الفترة الطويلة في الحكم.
واعتبرت روسيف اليسارية المقرر أن تتسلم السلطة من لولا في أول يناير المقبل لتتولى قيادة أكبر اقتصادات أميركا اللاتينية وثامن أضخم اقتصاد في العالم بأغلبية في كل من مجلسي البرلمان، أن هذا المنصب «أكثر المهام أهمية في حياتي».
لكن روسيف وكما يقول محللون تفتقد «الكاريزما» التي كانت لدى سلفها وهي حقيقة تأكدت بعد فوزها.
أبرز الرئيسات في أميركا اللاتينية
انتخبت ديلما روسيف رئيسة للبرازيل لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في بلدها. وهي الأخيرة ضمن عدد من السيدات في أميركا اللاتينية يشغلن هذا المنصب وأبرزهما.
ديلما روسيف ـ البرازيل 2010: انتخبت ديلما روسيف من حزب العمال الحاكم في البرازيل رئيسة للبلاد. والبرازيل دولة تضم 200 مليون نسمة وتعد قوة ناشئة على الساحة العالمية.
لورا شينشيلا ـ كوستاريكا 2010: نصبت شينشيلا رئيسة لكوستاريكا في مايو هذا العام بعد نصر حاسم حققته في الانتخابات التي جرت في فبراير الماضي. تنتمي إلى حزب التحرير القومي من أحزاب الوسط، وكانت نائبة لسلفها الرئيس أوسكار آرياس. تنحدر من عائلة سياسية وشغلت عددا من المناصب الحكومية. تلقت تعليمها في كوستاريكا وجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة. تعتبر محافظة اجتماعيا، وتعارض زواج المثليين والإجهاض.
كريستينا فرنانديز دي كيتشنر ـ الأرجنتين 2007: حققت كريستينا فرنانديز دي كيتشنر فوزا ساحقا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية في أكتوبر عام 2007. وتسلمت الرئاسة من زوجها نيستور كيتشنر. وقد عمل الاثنان معا وكانا يعتبران «كلينتوني الجنوب». سجل فرنانديز حافل بالعمل السياسي منذ أواخر الثمانينيات.
ميشيل باتشيليت ـ تشيلي 2006 ـ 2010: نصبت باتشيليت رئيسة لتشيلي عن الحزب الاشتراكي في مارس عام 2005. كانت قد شغلت منصب وزيرة الدفاع لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في أميركا اللاتينية، وكذلك منصب وزيرة الصحة. درست الاستراتيجية العسكرية وتخصصت في طب الأطفال والأمراض الوبائية. في السبعينيات، وفي أوائل أيام حكم آوجستو بينوشيه اعتقل والدها بتهمة الخيانة. كما اعتقلت هي ووالدتها قبل الخروج إلى المنفى.
ميريا موسكوسو ـ بنما 1999 ـ 2004: فازت ميريا موسكوسو بالانتخابات الرئاسية في مايو، 1999 وكانت على رأس السلطة لدى تسليم الولايات المتحدة قناة بنما. هي أرملة الرئيس أرنولفو آرياس الذي شغل المنصب ثلاث مرات. تعهدت بالعمل على تقليص الفقر في بنما. غير أن فترة رئاستها شابتها اتهامات بالفساد.
روزاليا آرتييجا ـ الرئيسة المؤقتة لإكوادور 1997: عملت روزاليا آرتييجا رئيسة مؤقتة للإكوادور ليومين فقط في فبراير 1997 مع إعلان عدم قدرة الرئيس السابق عبدالله بوكرم على الحكم. خاضت المعركة الانتخابية للرئاسة عام 1998، لكن لم تحصل إلا على قدر يسير من الأصوات.
إيزابيل بيرون ـ الأرجنتين 1974 ـ 1976: كانت إيزابيل بيرون أول امرأة تشغل منصب الرئيسة في أميركا اللاتينية. تسلمت رئاسة الأرجنتين عام 1974 بعد وفاة زوجها خوان دومينيجو بيرون الذي كان رئيسا لثلاث فترات رئاسية. انت إيزابيل بيرون زوجته الثالثة، وتزوجها بعد سنوات من وفاة زوجته الأولى المحبوبة جدا إيفا بيرون. كانت إيزابيل المعروفة للأرجنتينيين باسم إيزابيليتا راقصة كباريه سابقة. وخلال توليها الرئاسة جرت إضرابات كثيرة عن العمل والمئات من حوادث القتل السياسي.