بعد حملة انتخابية طويلة ومريرة أدلى الأميركيون بأصواتهم امس في انتخابات قد تطيح بالأغلبية التي يتمتع بها الحزب الديموقراطي في الكونغرس الحالي وتضع مكابح على الاجندة التشريعية للرئيس الأميركي الديموقراطي باراك أوباما.
ودفع قلق الأميركيين على الاقتصاد المتعثر وعدم رضائهم عن أوباما والحكومة في واشنطن الجمهوريين الى مشارف تحقيق مكاسب هائلة تحقق لهم الاغلبية في مجلس النواب وربما في مجلس الشيوخ أيضا.
وقدرت استطلاعات الرأي ومحللون مستقلون مكاسب الجمهوريين بخمسين مقعدا على الأقل في مجلس النواب وهو ما يزيد كثيرا على 39 مقعدا فقط يحتاجونها لتحقيق الاغلبية في المجلس وانتزاع رئاسته من النائبة الديموقراطية نانسي بيلوسي.
ومن المتوقع ان يحقق الجمهوريون مكاسب كبيرة أيضا في مجلس الشيوخ ويبدو من الصعب ان لم يكن مستحيلا ان يحصلوا على المقاعد العشرة التي يحتاجونها لتحقيق الاغلبية في المجلس.
وجرت انتخابات الامس على كل مقاعد مجلس النواب وعددها 435 مقعدا وعلى 37 مقعدا في مجلس الشيوخ وفي 37 ولاية من بين 50 ولاية على منصب الحاكم.
ووصل أوباما وهو أول رئيس أميركي أسود الى البيت الأبيض قبل عامين على أمل ان يخرج الولايات المتحدة من أزمة اقتصادية عميقة لكن البطالة المرتفعة والمستمرة وعجز الميزانية الآخذ في التزايد أبعدا الكثير من الناخبين عنه.
وأفسح المناخ العام السائد في الولايات المتحدة الطريق أمام ظاهرة سياسية هي حزب الشاي وهو حركة محافظة تبدي قلقها من سياسات أوباما وتؤيد تقليص دور الحكومة وخفض الضرائب والانفاق.
وسيطرة الجمهوريين ولو على مجلس واحد فقط في الكونغرس ستعطل على الارجح تمرير التشريعات وتضعف يد أوباما في معركة دائرة حول تمديد حقبة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في خفض الضرائب ومعارك أخرى حول مشروعي قانونين للتغير المناخي والهجرة.
وتبنى المرشحون الجمهوريون أجندة داعية لخفض الضرائب وخفض العجز والعدول عن أجزاء على الاقل من اصلاح نظام الرعاية الصحية لكن أوباما سيكون له سلطة نقض المبادرات الجمهورية.
وهناك عشرات السباقات الحرجة التي يصعب التنبؤ بنتائجها وشن مرشحو الحزبين حتى أمس الاول حملات اللحظة الاخيرة ووجهوا نداءات لجمع الاموال.
وفي واحد من أبرز السباقات يسير السيناتور الديموقراطي هاري ريد كتفا بكتف مع المرشحة الجمهورية شارون انجل في مسعى للاحتفاظ بمقعده في المجلس لفترة أخرى كما شارك الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون في حملة لمؤازرة جو مانتشين المرشح الديموقراطي لمجلس الشيوخ في ولاية وست فرجينيا.
كما يسعى الجمهوري جون بونر للإطاحة بالديموقراطية بيلوسي من رئاسة مجلس النواب اذا حقق الجمهوريون السيطرة على المجلس كما تشير معظم استطلاعات الرأي.
ويحتاج الجمهوريون الى تحقيق الفوز في سبعة من بين ثمانية سباقات حرجة في كاليفورنيا وواشنطن ونيفادا وويسكونسن وكولورادو وبنسلفانيا وايلينوي ووست فرجينيا ليحققوا الاغلبية في مجلس الشيوخ. وشن الديموقراطيون حملة لاقتناص الاصوات ليضمنوا توجه أنصارهم الى صناديق الاقتراع. وشجعهم تقدمهم في بعض عمليات التصويت المبكر في بعض الولايات الرئيسية.