أكد رئيس أقليم كردستان العراق مسعود برزاني أمس أن مبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمكن أن تكون مساعدة لاجتماع قادة الكتل السياسية العراقية الذي بدأ في اربيل وتكون قاعدة للمصالحة الوطنية.
وقال برزاني، للصحافيين عقب انتهاء الجلسة الأولى لاجتماع اربيل: «نأمل أن تنجح مبادرة اجتماع الكتل البرلمانية في اربيل لانها مبادرة وطنية جاءت من منطلق الحرص على المصير المشترك للعرب والكرد والقوميات الأخرى المتآخية في العراق والحرص على مصلحة العراق وإقليم كردستان».
وأضاف: «اعتقد من الأفضل أن نركز على المبادرة الوطنية ونشكر المبادرات الأخرى أو أي مساعدة تقدم لنا وخاصة من المملكة العربية السعودية وفي تصوري يجب أن ننجز المهمة داخل العراق ويمكن ان تكون المبادرة السعودية مساعدة لكي تكون قاعدة للمصالحة الوطنية».
وذكر أن «اجتماع اربيل بحد ذاته يعتبر إنجازا مهما وخطوة نحو الأمام وكما تعلمون بعد الانتخابات التي جرت في مارس الماضي لم يعقد أي اجتماع بهذا المستوى وكل الاجتماعات التي تعقد كانت ثنائية أو ثلاثية ولم يعقد أي اجتماع يشترك فيه القادة من كل الكتل ومن كل القوائم والأحزاب وهذا اول اجتماع من نوعه يعقد بعد الانتخابات لذلك يعد هذا الاجتماع بداية مهمة جدا لخطوات تالية».
وقال برزاني إن «الجو الذي لاحظته اليوم (امس الاثنين) كان إيجابيا اكثر من المتوقع وإذا سارت الاجتماعات في هذا الجو الإيجابي فأنا متفائل جدا بان تشكل الحكومة قريبا».
وأضاف أن «اجتماع اربيل كان من اجل وضع الأساس للخطــــــوات التالية بعد كسر الحاجز النفسي بين زعماء الكتل وان تفاصيل الاجتماع لا يمكن ان تحسم خلال يوم أو يومين لكن هناك مسائل أساسية وأولويات يجب الاتفاق عليها قبل عقد جلسة البرلمان والتفاصيل الأخرى تترك للمفاوضات في الفترات اللاحقة».
وكان انطلق في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان امس اجتماع القادة العراقيين لبحث مبادرة برزاني لحل المعضلة السياسية في العراق.
ويشارك في الاجتماع جميع القادة العراقيين لبحث المبادرة التي قدمها برزاني منتصف سبتمبر الماضي.
وتنص المبادرة على «التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقسيم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء للوصول إلى حكومة تستطيع حل مشاكل البلد».
وشهد العراق في مارس الماضي انتخابات نيابية، إلا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة أو اختيار رئيس الجمهورية والبرلمان.
وفي كلمته دعا رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، الذي حلت قائمته «العراقية» في المركز الأول في نتائج الانتخابات، إلى «تشكيل الحكومة وفقا للاستحقاق الانتخابي وسريعا»، كما دعا إلى تحديد معنى «الشراكة الحقيقية» و«ألا يكون لأحد اليد العليا على الآخرين».
كما شدد على ضرورة أن توزع الصلاحيات وأن تكون هناك جهات رقابية قوية، معربا عن أمله «أن يعطى كل ذي حق حقه».
وفي كلمته في افتتاح الجلسة أوضح برزاني أن إنجاز كل الاستحقاقات سيزيد ثقة العراقيين في قادتهم، ودعا إلى حسم مسألة الحكومة قبل اجتماع مجلس النواب المقرر الخميس المقبل.
من جانبه، وصف الرئيس العراقي جلال طالباني الاجتماع بأنه تاريخي، وأعرب عن أمله أن يتم الانتهاء من حسم مسألة تشكيل الحكومة.
أما رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي فقد أشاد بالاجتماع باعتباره «عراقيا».
ويمكن للاجتماع الذي يستضيفه مسعود برزاني رئيس المنطقة الكردية ان يستمر يومين ويسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الشيعة والسنة والاكراد.
وتحتاج الحكومة العراقية الجديدة الى مشاركة من الاقلية السنية اذا كانت ستحاول تضميد الجروح الطائفية القديمة.
ويمكن لاستبعاد العراقية من السلطة ان يغضب الناخبين السنة الذين اعطوها أصواتهم ويذكي تمردا اسلاميا سنيا ضعف كثيرا لكنه لايزال قادرا على شن هجمات فتاكة.
الى ذلك، رفض أسقف السريان الكاثوليكي في العراق متى ماتوكا، الدعوات التي تطالب جميع المسيحيين الموجودين في العراق بمغادرة البلاد.
وقال الأسقف ماتوكا في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس إنه رغم الهجوم الإرهابي الأخير على كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في منطقة الكرادة الاسبوع الماضي الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، إلا أننا لا يمكننا مغادرة البلاد، مشددا على ضرورة بقاء جميع المسيحيين في العراق ومواجهة كافة التحديات.
وكان المطران اثناسيوس داود كبير رجال الدين المسيحيين العراقيين في بريطانيا قد دعا أمس الاول جميع المسيحيين في العراق إلى مغادرتها، وذلك عقب الهجوم الذي استهدف كاتدرائية سيدة النجاة.
وطالب المطران داود كل مسيحيي العراق بالمغادرة بعد أن حذر «تنظيم القاعدة» المسيحيين من أنهم سيتعرضون لهجمات جديدة، داعيا الحكومة البريطانية إلى تسهيل مهمة منح المسيحيين العراقيين حق اللجوء في بريطانيا.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بنصف مليون مسيحي وقد فر مئات الآلاف منهم من العراق منذ الحرب عام 2003.