أدلى الناخبون الأردنيون أمس بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة جرت وسط مقاطعة المعارضة الإسلامية وتحت أنظار حوالي 3 ألاف مراقب محلي و250 مراقبا أجنبيا في سابقة من نوعها في تاريخ المملكة لدحض الاتهامات بالتزوير. وقد تم تقسيم المملكة الى 45 دائرة انتخابية رئيسية تضم 108 دوائر فرعية، ودعي حوالي 2.5 مليون شخص للتوجه الى صناديق الاقتراع الـ 4220 في عموم محافظات المملكة الـ 12 لاختيار أعضاء مجلسهم النيابي السادس عشر. ويشارك في الانتخابات نحو 763 مرشحا، بينهم 134 امرأة، يتنافسون على 120 مقعدا، ومن بين المرشحين 97 نائبا من المجلس النيابي السابق. وسيحصل مسيحيو الأردن على تسعة مقاعد والشركس على ثلاث مقاعد والنساء على 12 مقعدا ضمن كوتا انتخابية.
واغلب المرشحين موالون للدولة وينتمون الى العشائر الكبرى بالإضافة الى مستقلين ورجال أعمال مع وجود معارضة مبعثرة.
هذا وقال سميح المعايطة الناطق الرسمي لشؤون الانتخابات في مؤتمر صحافي ان نسبة الاقتراع العامة في عموم محافظات المملكة بلغت 25% حتى ظهر أمس. من جهته أدلى رئيس الوزراء سمير الرفاعي بصوته عند فتح مركز الاقتراع في الدائرة الانتخابية الثالثة في جبل الحسين في عمان، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وقال الرفاعي في تصريحات للصحافيين ان «هذا اليوم لن ينساه أي أردني أو أردنية، لقد تم اختيار هذا اليوم كرسالة لان الأردن صخرة منيعة تتكسر عليها كل المؤامرات وأي شخص وأي جهة تعتقد ان الأردن ضعيف هذه رسالة لهم بان الاردن قوي». حيث تزامن موعد إجراء الانتخابات مع الذكرى الخامسة للاعتداءات الدموية التي طالت ثلاث فنادق فخمة في عمان في التاسع من نوفمبر 2005 وأودت بحياة 60 شخصا وإصابة 100 آخرين، وتبناها زعيم القاعدة في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية شمال شرق بغداد بعد ذلك بعام. بموازاة ذلك سادت الدعوات للفزعة العشائرية على البرامج الانتخابية، ومع مقاطعة الاخوان المسلمين واندثار الأحزاب السياسية قبل عقود يعتمد البرنامج الانتخابي لمعظم المرشحين على القبول الشخصي بل ان مرشحا يسوق نفسه على انه «لا يرفع شعارا». ففي معقل عشيرة بني صخر علقت صور احد شيوخها الذي يخوض الانتخابات البرلمانية بجوار صور العاهل الأردني. واستقبل فيصل الفايز أفراد عشيرته الذين أعلنوا ولاءهم له قبل الانتخابات البرلمانية التي يتوقع ان يحقق فيها مرشحو العشائر الموالون للملك انتصارات كبيرة. وقال الفايز لآلاف من أفراد العشيرة في بداية حملته في قرية ام العمد على بعد 30 كيلومترا من العاصمة عمان «اهلي وعزوتي ورجال بني صخر المخلصين لله والوطن والملك اشكركم لحضوركم الذي غمرني بمشاعر تأييد. وإننا الأولون في حب الوطن».
أمنيا، قتل شاب اردني يبلغ الخامسة والعشرين من العمر واصيب اثنان آخران بجروح اثر مشاجرة نشبت بين انصار مرشحين في محافظة الكرك جنوبي المملكة. وقال سميح المعايطة الناطق الرسمي باسم الانتخابات ومستشار رئيس الوزراء الاردني في مؤتمر صحافي «للاسف حصلت مشاجرة بين عائلتين في احدى قرى الكرك ما ادى الى وفاة احد الاشخاص وجرح اثنين آخرين». فيما تحدثت قناة العربية عن سقوط قتيل آخر وعن اشتباكات متعددة في منطقة وادي السير. كما سجلت حوادث امنية في مناطق مختلفة بين انصار مرشحين تم خلالها حرق عدد من السيارات لكن دون سقوط ضحايا، حسب ما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس.