وسط معلومات عن بحث المسؤولين الاميركيين عن صيغة اتهام جديد يمكن توجيهه لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بخلاف تهمة التجسس، ورفضها تأكيد ما اذا كانت هناك خطط لتسليم أسانج عقب القاء القبض عليه، أبدى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ترحيبه بالقبض على أسانج.
وقال من افغانستان ردا على سؤال بشأن اعتقاله ابتسم غيتس قائلا «لم اسمع بهذا.. لكن هذه الاخبار جيدة بالنسبة لي».
تحقيق شامل وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال في مؤتمر صحافي انه أمس الاول «فيما يتعلق بإلقاء القبض عليه (اسانج) فان الامر في تلك المرحلة مسألة بين بريطانيا والسويد».
لكن محامي اسانج أكدوا انهم سيقاومون بشدة تسليم موكلهم الى السويد حيث يتهم باغتصاب امرأتين في اغسطس الماضي مشيرين الى ان التحقيقات في تلك الاتهامات تمثل «هجوما غير مباشر على حرية التعبير». وقال المحامي البريطاني مارك ستيفنز للصحافيين انه سيتقدم بطلب جديد للافراج عنه بكفالة وان موكله «بخير». واضاف ان اناسا كثيرين يعتقدون ان الملاحقة القضائية ذات دوافع سياسية وانه «سيطلق سراحه وسيبرأ».
أما في إطار تداعيات البرقيات السرية المسربة، فقد قال مسؤولون أميركيون الثلاثاء إن بعض الحكومات الأجنبية تقلص تعاملاتها مع ديبلوماسيين ومسؤولين أميركيين في علامة على الضرر المستمر المحتمل الناجم عن الكشف عن عدد هائل من البرقيات الديبلوماسية السرية. ورغم تعهدات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاي كلينتون مرارا بألا تخرج الوثائق التي كشف عنها ويكيليكس العلاقات الأميركية الرئيسية عن مسارها، قال مسؤولون في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (الپنتاغون) إن بعض الحكومات بدأت تتراجع بالفعل. وقال الكولونيل ديف لابان وهو متحدث باسم الپنتاغون «حصلنا على مؤشرات على أن هناك قدرا من التغيير على الأقل في الكيفية التي يتعاون بها الأفراد والحكومات معنا والتي يتبادلون بها المعلومات».
مساعدة قنصلية
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الاسترالي كيفن رود أمس ان استراليا ستقدم مساعدة قنصلية لجوليان اسانج مؤسس ويكيليكس بعد أن رفضت محكمة بريطانية الافراج عنه بكفالة بسبب مزاعم بجرائم جنسية في السويد.
وقال رود إن أسانج اتصل بالقنصل العام الاسترالي في لندن وطلب دعما قنصليا. وأضاف وزير الخارجية قائلا لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «أكدنا اننا سنقدم ذلك مثلما نفعل لجميع المواطنين الاستراليين». وقال رود ان مسؤولين قنصليين حضروا مثول اسانج امام محكمة في لندن امس الأول بعد ان اصدرت السويد مذكرة اعتقال اوروبية بحقه. لكن اسانج ـ الذي ينفي الاتهامات الموجهة اليه ـ سيبقى قيد الاعتقال حتى الجلسة القادمة التي ستعقدها المحكمة في الرابع عشر من ديسمبر. وقال رود ان اسانج سيحصل قريبا على رسالة «تشير الى اننا مستعدون لتقديم زيارات قنصلية وأي مستوى اخر من الدعم القنصلي فيما يتعلق بحقوقه القانونية». واضاف قائلا: «ذلك هو الشيء الصحيح الذي يعمل مع اي مواطن استرالي».
وألقى رود باللوم على الولايات المتحدة وليس اسانج مؤسس موقع ويكيليكس في الكشف عن 250 ألف برقية ديبلوماسية سرية، وقال إن من سربوا الوثائق أصلا هم المسؤولون من الناحية القانونية. واعتبر أن التسريبات أثارت تساؤلات حول «كفاءة» إجراءات الامن الأميركية لحماية البرقيات.
وأضاف في مقابلة مع رويترز «اسانج ليس هو المسؤول بنفسه عن نشر 250 ألف وثيقة بدون اذن من شبكة الاتصالات الديبلوماسية الأميركية». وتابع «الأميركيون هم المسؤولون عن ذلك».
وقال رود «أعتقد أن هناك تساؤلات حقيقية يجب أن تطرح بشأن كفاءة الأنظمة الامنية (للأميركيين) ومدى إمكانية الوصول إلى هذه المادة على مدى فترة طويلة. «المسؤولية الرئيسية وبالتالي المسؤولية القانونية تقع على الافراد الذين قاموا بالتسريب غير القانوني أولا».
في هذه الاثناء، زعمت مجموعة من قراصنة الكمبيوتر تدعم موقع «ويكيليكس» أمس أنها استطاعت تعطيل الموقع الالكتروني لمؤسسة «ماستر كارد» المالية. وذلك بعد قيامها بإيقاف مستخدمي خدمات «ماستر كارد» لتقديم مساعدات إلى «ويكيليكس»، وحذت شركات اخرى حذو «ماستر كارد»، وبينها شركة «فيزا» المنافسة، وشركة «باي بال» لخدمات الدفع الالكتروني. وقد تعذر فعلا الدخول على موقع «ماستر كارد» على شبكة الإنترنت فور الإعلان، حيث يجد المستخدمون الذين يحاولون الدخول على الموقع رسالة «خلل في الشبكة».
معاملة «لا سياسية» لوالده
من جانبه طالب دانيال اسانج نجل مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج الموقوف في لندن بمعاملة عادلة و«لا سياسية» لوالده، آملا الا يكون اعتقاله «مرحلة تمهد لتسليمه الى الولايات المتحدة».
وقال الشاب (20 سنة) المقيم في ملبورن والذي يعمل في تطوير برامج معلوماتية انه لم يتصل منذ سنوات بوالده الذي اوقف الثلاثاء الماضي في لندن، غير انه طالب بمعاملة عادلة له.
وكتب الشاب على صفحته على موقع تويتر للمدونات الصغيرة امس الاول «لنبذل جهدنا حتى نضمن لوالدي معاملة عادلة ولا سياسية».
واضاف «آمل الا يكون ذلك مجرد مرحلة تمهد لتسليمه الى الولايات المتحدة».
لكنه لفت الى ان «سلوك القضاء السويدي لم يكن مشجعا تماما حتى الان» مشككا في امكانية ان يعامل والده بشكل عادل. كما نفى ان يكون تسريب الاف البرقيات الديبلوماسية الاميركية عملا اجراميا.
ونأى دانيال اسانج بنفسه عن الاعلام وقد تلقى تهديدات بالقتل بحسب ما افاد محامو والده. وقالت كريستين اسانج والدة جوليان اسانج ان ابنها ابتعد عن عائلته لحمايتها بسبب نشاطاته وشهرته المتزايدة.