ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ان مسؤولين سوريين يعتقدون أن إسرائيل وراء اغتيال المسؤول العسكري العقيد محمد سليمان المسؤول عن الاتصالات مع حزب الله وبرنامج سورية النووي، وذلك وفقا لبرقية بعثت بها السفارة الأميركية إلى واشنطن بعد يومين فقط من الهجوم ونشرت امس في موقع ويكيليكس.
وقالت «هآرتس» ـ في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني ـ إن الجنرال محمد سليمان قتل في الأول من شهر أغسطس عام 2008 في منزل عائلته على شاطئ طرطوس في شمالي سورية حيث كان يعتبر من المقربين إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة أنه في 3 أغسطس من العام نفسه أرسلت السفارة الأميركية في دمشق برقية تكشف فيها عن تقييمات سورية لحادثة الاغتيال بعدما نشرت العملية في وسائل الإعلام.
وتصنف البرقية ضمن الوثائق السرية حيث تحتوي على معلومات من صحافيين سوريين لهم علاقة وثيقة مع السفارة تفيد بأن الحكومة في دمشق كانت تبحث عن كل ما يمكن أن يوصلها إلى مرتكب الهجوم، حيث أمرت الحكومة جميع وسائل الإعلام بعدم نشر تقارير عن الحادث. وأضافت: «كحال كل قضية اغتيال أخرى حديثة في سورية فإسرائيل هي المشتبه بها حيث كانت قوات الأمن السورية على دراية بحقيقة أنه من السهل للقوات الإسرائيلية الوصول إلى شاطئ طرطوس من أي مكان آخر في البلاد».
وذكرت برقية أخرى أن العميد يوسي بايداتز من إدارة أبحاث المخابرات العسكرية الإسرائيلية أبلغ مسؤولا أميركيا رفيع المستوى بأن سورية قد تنهي تحالفها مع إيران في مقابل السلام مع إسرائيل وزيادة مشاركة الولايات المتحدة في هذه العملية.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في تقرير أوردته أمس على موقعها الإلكتروني ان البرقية وثقت اجتماع يوسي بايداتز وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين مع مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي السفير الكسندر فيرشبو في نوفمبر 2009.
من جهة أخرى، ذكرت برقية ديبلوماسية أميركية سرية سربها موقع ويكيليكس ان إسرائيل أقامت تعاونا وثيقا مع القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس حين سيطر مسلحون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة. وقالت صحيفة اندبندنت اللندنية الصادرة أمس نقلا عن البرقية الصادرة عن السفارة الاميركية في تل أبيب «إن رئيس جهاز الأمن العام يوفال ديسكين أكد أن إسرائيل أقامت علاقات عمل جيدة جدا مع اثنين من فروع الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال الصدامات المسلحة بين حماس وفتح في غزة والتي انتهت بسيطرة الحركة على القطاع».
وذكرت الوثيقة «أن وكالة الأمن الداخلي للرئيس عباس وحسب ديسكين تقاسمت تقريبا جميع المعلومات الاستخباراتية التي تجمعها مع جهاز الأمن العام الاسرائيلي».
وأضافت الصحيفة إن هذا الكشف «يمكن أن يسبب إحراجا للرئيس عباس وحركة فتح التي يتزعمها والتي اتهمتها حماس بالعمل مع الإسرائيليين كما أن موقع عباس بين الفلسطينيين ضعف بسبب فشله في إحراز تقدم في عملية السلام مع إسرائيل». لكن حركة «فتح» التي يتزعمها عباس نفت تسريبات لموقع «ويكيليكس» بشأن طلبها من إسرائيل شن هجوم على حماس في قطاع غزة عام 2007.
وقالت الحركة في بيان صحافي ان ادعاءات مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي يوفال ديسكن التي وردت في تسريبات «ويكيليكس» باطلة جملة وتفصيلا.
من جانبه، قال جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، امس أن الاتهامات الموجهة ضده بارتكاب اعتداء جنسي في السويد ما هي إلا «حملة ناجحة للغاية لتلطيخ سمعتي». وحذر من أنه لن ينال «عدالة طبيعية» في حال قيام بريطانيا بتسليمه للسلطات السويدية.
وكان آسانج (39 عاما) يتحدث لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في مقر إقامته شرق إنجلترا حيث يخضع للإقامة الجبرية في انتظار البت في قرار ترحيله للسويد.
وقال أسانج «لا أرغب في العودة إلى السويد. يمنحني القانون حقوقا معينة وهذه الحقوق تعني أنه لا ينبغي التعرض للاستجواب من قبل أي مدعين حول العالم حيث انهم ببساطة يريدون الدردشة ولن يحققوا في القضية بالشكل المتبع في سائر القضايا الأخرى».
وأضاف «المطلوب هو نقلي إلى السويد بالقوة وفور وصولي إلى هناك سيتم اعتقالي، مع حرماني من أي وسيلة اتصال خارجي: ليست هذه الظروف التي يمكن أن تتيح إعمال العدالة الطبيعية».