بوجوه مغطاة وأسلحة رشاشة جاهزة للاستخدام، مازال المسلحون الفلسطينيون يتدربون على القتال ضد عدوهم اللدود.. إسرائيل، وسط الكثبان الرملية وفي قطاع غزة.. وفي الأثناء تنطلق هتافات «الله أكبر». على أن الاختلاف الجوهري هو أن المقاتلين الذين يتدربون هنا «نساء».
إنهن يتدربن جنبا إلى جنب مع الرجال.. ويقلن إنهن مستعدات لخوض المعركة.. ويطالبن النساء الفلسطينيات بالالتحاق بما يصفنه بـ «المقاومة ضد إسرائيل».
«سي ان ان» حصلت على فرصة للقاء بعض هؤلاء النسوة داخل غزة، وأصر التنظيم الذي يتبعن له على أن يظل المكان سريا، فتم وضع عصابة على أعين أفراد الطاقم، وتم التوجه بالسيارة إلى أحد المنازل.
وبالانتظار كانت خمس نساء يجلسن في الحديقة الخلفية، وكلهن يتبعن تنظيم «ألوية الناصر صلاح الدين»، وهو أحد التنظيمات المسلحة العديدة في قطاع غزة، وكن كلهن منتقبات، ولا يظهر منهن سوى أعينهن.
النساء كن يجلسن بجانب طاولة تنتشر عليها أسلحة متنوعة، مثل الكلاشينكوف وقذائف الآر بي جي وألغام.
وقالت واحدة منهن «إنني مدربة وجاهزة لتنفيذ عملية انتحارية ضد الجنود الإسرائيليين»، رافضة أي تشكيك حول ما إذا كان الإسلام يسمح للمرأة بالقتال.
وأضافت ان المرأة كانت تقاتل إلى جانب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي ليست هناك أي مشكلة لها في ذلك، مشيرة إلى أن المرأة في الإسلام كانت تنقل الجرحى، ولكن في الوقت الحالي هناك سيارات إسعاف.
وكانت هناك امرأة أخرى تضع خاتما ذهبيا في إصبع يدها بينما تحمل قنبلة يدوية باليد الأخرى.
وتعتقد النساء الخمس أنه ستكون هناك معركة أخرى قريبا مع إسرائيل، خصوصا مع تزايد مستوى العنف في الأسابيع الأخيرة على الحدود بين القطاع وإسرائيل.
وفي غزة، تعتبر مثل هؤلاء النسوة مقاتلات من أجل الحرية، بينما تعتبرهن إسرائيل وبعض الدول الغربية «إرهابيات».
وقالت امرأة ثانية إنها مستعدة للتضحية بنفسها لقتال إسرائيل، مشيرة إلى أن أبناءها «يبللون فراشهم» في الليل لأنهم يخافون من القصف الجوي الإسرائيلي.
وقالت ثالثة كانت تحمل الكلاشينكوف وتضع مسدسا في حضنها: «أريد كل شيء لأبنائي، وأول ما أريده لهم هو أن يعيشوا حياة سعيدة.. وهو حق لكل طفل في العالم».