Note: English translation is not 100% accurate
إيران وكوريا الشمالية تلعبان بالنار وتقودان بلديهما إلى الهاوية
الاثنين
2006/9/18
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1351
توماس فريدمان
على إدارة الرئيس جورج بوش التوقف عن ارسال التهديدات المباشرة وغير المباشرة للنظام في كل من ايران وكوريا الشمالية والبحث عن طرق ديبلوماسية للحد من التأزم العالمي الذي وصل حده، خاصة انني أشك كثيراً في مدى قدرة الفريق العامل مع الرئيس بوش على تحجيم القدرات النووية لإيران وكوريا الشمالية، ما لم تعمل الإدارة الأميركية الحالية على معالجة تناقض محوري يقضم استراتيجية بوش من أساسها، ويلقي عليها ظلالا كثيفة من الريبة والغموض.
ولنبدأ بالسؤال التالي:
هل ترغب إدارة بوش في تغيير النظام في كوريا الشمالية وإيران، أم أنها تسعى فقط إلى تعديل سلوكهما؟
ولأن إدارة بوش رفضت إلى الآن حسم خياراتها، فهي لم تنل أياً منهما وكل ما حصلت عليه هو نظامان مارقان مدججان بالسلاح. لكن كيف يمكن قلب المعادلة والحصول على نتائج مختلفة؟ لنرجع إلى الوراء قليلاً، وتحديداً إلى الصفقة المهمة التي أبرمها فريق الرئيس بوش في 2003 مع معمر القذافي وانتهت بتخليه نهائياً عن برنامجه النووي.
لكن كيف حصل ذلك؟ تقول الرواية الرسمية للمسؤولين الأميركيين بأن الاجتياح الأميركي للعراق دفع ليبيا إلى الإسراع في الاتصال بالإدارة الأميركية، كي تتخلى عن أسلحتها غير التقليدية.
بيد أن روايات أخرى كتلك التي يتبناها روبرت ليتواك، مدير الدراسات الأمنية بمركز «وودرو ويلسون»، والخبير في شؤون الدول المارقة تذهب إلى غير ذلك.
وبينما تحاول إيران وكوريا الشمالية الإبقاء على حالة من الغموض تحيط بقدراتهما النووية الحقيقية، فإننا بالمثل نغلف نوايانا الحقيقية بستار من الغموض والتردد. ولست أشك أبداً في أن النظامين يلعبان بالنار ويقودان بلديهما إلى الهاوية.
كما أن الرئيس بوش مصيب في رغبته رؤية النظامين يختفيان من الوجود وتحقيق ذلك بشتى السبل. غير أن الاتحاد السوفييتي لم يكن أقل قبحاً وخطراً من كوريا الشمالية وإيران، ومع ذلك تم التعامل مع موسكو بطرق تغلب الديبلوماسية على الحلول الأكثر عنفاً.
والسبب هو أن أميركا في ذلك الوقت كانت تملك استراتيجية واضحة تتمثل في تقليص القدرات العسكرية للاتحاد السوفييتي التي كانت تهدد أمننا من خلال الردع واتفاقيات مراقبة الأسلحة فيما تركت الأمر لثورة المعلومات والسخط الشعبي الداخلي لتقويض الاتحاد السوفييتي وتدميره من الداخل.
إيران وكوريا الشمالية سينتهي بهما الأمر إلى الانهيار والتداعي، لكن مع بعض الوقت. ولأن مرور الوقت قد يمكن النظامين من صنع قنابلهما النووية، فإننا في حاجة إلى وقف برامجهما النووية فوراً حتى إذا كان ذلك يعني منحهما ضمانات أمنية على الطريقة الليبية. وبالنسبة إلى «ليتواك»، الذي يستعد لإصدار كتابه المقبل «تغيير النظام:
استراتيجية الولايات المتحدة عبر منظار 11 سبتمبر» لا يعني إبرام صفقة مع الأنظمة المارقة «تقديم دعم لها، بل هي لا تعدو مقاربة برغماتية للتعامل مع حقيقة أن زمن تطوير أسلحة نووية لا يتناسب مع زمن الإطاحة بالأنظمة ما دامت هذه الأخيرة تتطلب وقتا أطول».
وعلينا أن نتعلم من درس كوبا التي لم يؤد عزلها من قبل أميركا طيلة العقود الخمسة الماضية سوى إلى المزيد من نظام كاسترو. لذا فما دمنا نتمسك بسياسة الغموض إزاء إيران وكوريا الشمالية ونرفض الحسم بين تغيير النظام وتغيير سلوكه فسيستمر البلدان في اعتماد سياسة الغموض ذاتها حيال برنامجهما النووي.
ومع الأسف قد تكون العلاقات بين واشنطن وغريمتيها طهران وبيونغ يانغ بلغت من السوء مبلغا لم يعد معه ممكنا التفاوض على شيء.
لكن ما لم نجرب هذا الاقتراح بإبرام صفقة مع النظامين، فإنه لن يتسنى لنا أبداً التأكد من إمكانية نجاحها، كما أننا لن نستطيع إقناع حلفائنا في المستقبل إذا قررنا الاعتماد على سياسة أكثر حزماً في التعامل مع إيران وكوريا الشمالية.
في النهاية أؤكد شكوكي في قدرة الإدارة على تحديد أهدافها الحقيقية في كل من طهران وبوينغ يانغ، وأنصحها بتحديد الهدف ثم التحرك نحو تحــقيقه.
عن «نيويورك تايمز»
اقرأ أيضاً