تصاعدت توابع اعتداء كنيسة القديسين في الإسكندرية سياسيا، حيث استدعت مصر سفيرتها لدى الفاتيكان أمس «للتشاور» بعدما أدان البابا بنديكتوس السادس عشر أمس الأول الهجمات على الكنائس التي أسفرت عن مقتل عشرات المسيحيين لاسيما في العراق ومصر. وقالت الخارجية المصرية «القاهرة كلفت السفيرة المصرية لدى الفاتيكان بالحضور إلى مصر للتشاور».
وأضافت «هذا الاستدعاء يأتي على خلفية تصريحات جديدة صادرة من الفاتيكان تمس الشأن المصري وتعتبرها مصر تدخلا غير مقبول في شؤونها الداخلية».
واضاف البيان أنه «سبق لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان فند في رسالة الى نظيره لدى الفاتيكان عدة امور تضمنتها التصريحات الصادرة عن الفاتيكان».
وتابع البيان ان ابو الغيط «رفض» في رسالته «اي مساعٍ تتم استنادا لما يسمى حماية المسيحيين في الشرق الاوسط».
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر طالب غداة تفجير الاسكندرية في الاول من ديسمبر الماضي، قادة العالم بحماية المسيحيين من التجاوزات ومظاهر عدم التسامح الديني. واكدت وزارة الخارجية المصرية في بيانها ان الوزير المصري تناول كذلك في رسالته الى نظيره لدى الفاتيكان «حرص مصر على تفادي تصعيد المواجهة والتوتر على اسس دينية ورغبة مصر في الاستفادة من سبل الحوار المتاحة كما حث مسؤولي الفاتيكان على الالتزام بذات الروح وتفادي اقحام الشأن المصري في تصريحاتهم والاتصالات التي يقومون بها مع بعض الدول الاوروبية». واكد البيان ان «مصر لن تسمح لاي طرف غير مصري بالتدخل في شؤونها الداخلية تحت اي ذريعة» مشددا على ان «الشأن القبطي تحديدا يظل من صميم الشؤون الداخلية المصرية في ضوء التركيبة المجتمعية والنسيج الوطني في مصر».
وكان البابا اكد أمس الاول خلال استقباله السفراء المعتمدين في الفاتيكان في حفل تقليدي ينظم بمناسبة رأس السنة على «الضرورة الملحة» بالنسبة لحكومات المنطقة لكي تعتمد «بالرغم من الصعوبات والتهديدات اجراءات فعالة لحماية الاقليات الدينية».
من جهة اخرى قال مسؤول ألماني بارز زار مصر في أعقاب حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية إن هناك ظلما يقع على الأقباط في مصر «ولكنهم لا يتعرضون للاضطهاد»، وقال رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي فولكر كاودر أمس الأول في برلين عقب عودته من مصر: «لا توجد عمليات اضطهاد منظمة ضد المسيحيين». وقال كاودر إن الظلم الذي يتعرض له الأقباط خلق «مناخا مناسبا»، مشيرا إلى أن عدم مساواة الشباب الأقباط بنظرائهم من المسلمين «كان سببا في مظاهرات غاضبة لشباب أقباط في الأيام الماضية»، وأشار المسؤول الألماني إلى وجود قلق من أن يؤدي الهجوم على كنيسة القديسين إلى فرقة قوية بين المسلمين والمسيحيين، وقال: «لا ينبغي أن نسمح بأن يفرق الإرهاب بين الديانات». وشدد كاودر على أهمية وجود حوار بين المسلمين والمسيحيين، وزار كاودر مصر على رأس وفد مطلع الأسبوع في أعقاب حادث كنيسة القديسين.
إلى ذلك، اكدت وزارة الداخلية المصرية ان مواطنا قبطيا قتل وأصيب خمسة آخرون عندما أطلق شرطي النار عليهم من مسدسه داخل قطار أثناء توقفه في محطة مدينة سمالوط بمحافظة المنيا. وفي اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس، قال وكيل مطرانية سمالوط الانبا مرقس الذي كان موجودا مع المصابين في مستشفى الراعي الصالح بسمالوط ان رجلا «هاجم مجموعة من المسيحيين في القطار وهو يهتف الله اكبر».
وأكد الانبا مرقس ان «هذا المجنون صعد الى القطار وركب العربة رقم 9 ومشي فيها ذهابا وايابا لينتقي المسيحيين وتعرف على هذه المجموعة من المسيحيين لأنه كان بينهم بنات وسيدات لا يرتدين الحجاب فأطلق النار عليهم وهو يهتف الله اكبر».
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان ان القطار كان متجها من مدينة اسيوط (على بعد 100 كليومتر الى الجنوب من سمالوط) الى القاهرة «ولدى توقفه في محطة مدينة سمالوط صعد الشرطي عامر عاشور عبدالظاهر وأطلق النار من مسدسه» على الضحايا ثم فر هاربا غير انه القي القبض عليه بعد قليل.
وأضاف البيان ان مواطنا يدعى فتحي سعيد عبيد (71 عاما) قتل وأصيبت زوجته اميلي حنا تكلا (61 سنة)» إضافة الى أربعة آخرين.
وأكد الانبا مرقس ان المصابين هم سيدة في الرابعة والخمسين من عمرها وابنتاها وخطيب إحدى الشابتين موضحا ان رب هذه الأسرة كان برفقتها في القطار ولكنه نجا من الهجوم.
وقال مصدر طبي في مستشفى الراعي الصالح في سمالوط: نقل المصابون انهم جميعا مسيحيون وانهم من اسرتين كانتا تجلسان بجوار بعضهما في القطار.
وأوضح المصدر الطبي ان اثنين منهم في حالة خطرة اما الثلاثة الآخرون فحالتهم مستقرة.
وقالت وزارة الداخلية انه يجري استجواب الشرطي الذي ارتكب الجريمة «لمعرفة دوافعه».