اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول عن نيته تنفيذ انسحاب محدود لقوات بلاده من العراق بحلول يوليو المقبل ليترك بذلك للرئيس الاميركي المقبل امر انهاء حرب بدأها وتثير استياء متزايدا من قبل الاميركيين.
واقر بوش مقترحات الجنرال ديڤيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق التي تقضي، حسبما اوضحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، بخفض القوات 21500 رجل على الاقل بحلول صيف 2008. وعلى الاثر اتهم الديموقراطيون الرئيس بوش بالحكم على الجنود الاميركيين بخوض حرب «لا نهاية لها» في العراق رافضين الاقرار بنجاح استراتيجيته. وفي كلمة متلفزة استغرقت 18 دقيقة، اكد بوش ضرورة الابقاء على وجود قوي في بلد «يكافح من اجل بقائه».
وفي ردهم الرسمي على خطاب بوش، دان الديموقراطيون «استراتيجية خاطئة تشغل الاهتمام والموارد المخصصة لمكافحة شبكة اسامة بن لادن».
بيلوسي
وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وهي ديموقراطية ان بوش أعلن «انه سيبقى على استراتيجيته وهو ما يضعنا على طريق حرب تستمر عشر سنوات».
بينما وصف الديموقراطي هاوارد دين رئيس اللجنة القومية خطاب بوش بانه «علاقات عامة معاقة لشراء فسحة من الوقت» لسياسة فاشلة.
وقال السيناتور جاك ريد العسكري السابق ان خطة ادارة بوش تعني الابقاء على «وجود عسكري بلا نهاية وبلا حدود في العراق»، مؤكدا ان «الرئيس فشل مرة جديدة في تقديم خطة لانهاء الحرب او ذكر سبب مقنع لمواصلتها». وبدوره قال السيناتور باراك اوباما احد المرشحين لانتخابات الرئاسة الاميركية انه «حان الوقت لانهاء حرب ما كان يجب ان تبدأ». اما السيناتور ادوارد كينيدي فقد رأى ان الرئيس الاميركي «حول قواتنا الى رهائن لدى القادة العراقيين الذين لم يظهروا حتى الآن اي رغبة في اتخاذ القرارات الصعبة الضرورية لانهاء حرب اهلية».
وقال السيناتور ريد ان «جنودنا اقسموا اليمين على حماية بلدنا ونحن نتحمل المسؤولية العلنية في ارسالهم الى القتال فقط بمهمة واضحة وقابلة للتحقق»، معتبرا ان «الرئيس لم يعلن في خطابه شيئا من هذا النوع».
وفي حين لم يستبعد بوش عمليات انسحاب غير التي ذكر قال ان «عدد الجنود الذين يمكنهم العودة الى البلاد سيكون بقدر النجاح الذي نحققه»، مؤكدا ان مهمة الاميركيين ستتركز اعتبارا من ديسمبر المقبل على مكافحة الارهاب وتدريب ودعم القوات العراقية.
تقرير جديد في مارس
واوضح بوش ان الجنرال بترايوس والسفير الاميركي في بغداد راين كروكر سيقدمان تقريرا جديدا عن الوضع في العراق في مارس قبل عمليات خفض جديدة محتملة للقوات الاميركية.
في غضون ذلك اعترف مسؤول اميركي كبير ان الشغل الشاغل لبوش حاليا هو ايجاد افضل الظروف الممكنة في العراق لخلفه في البيت الابيض الذي سيعود اليه امر «وضع تقييمه الخاص».
واعترف بوش في خطابه بتقصير الحكومة العراقية التي يرأسها نوري المالكي كونها «لم تف بالاهداف التشريعية الخاصة»، داعيا العراقيين في الوقت نفسه الى ان «يطالبوا قادتهم بالخيارات الصعبة اللازمة من اجل المصالحة».
واكد الرئيس الاميركي ان «النجاح في العراق امر حاسم لأمن الولايات المتحدة. فعراق حر سيحرم القاعدة من ملاذ وسيطوق الطموحات التدميرية لايران». واضاف «اذا خرجنا من العراق فستستفيد ايران من الفوضى وستتشجع في جهودها للحصول على السلاح النووي والهيمنة على المنطقة». بوش في خطابه ايضا ان من مصلحة جيران العراق ان يدعموا الحكومة في بغداد، مشيرا الى وجوب انتهاء محاولات ايران وسورية لتقويض حكومة المالكي. وبالعودة الى تفاصيل خطة الانسحاب قال بوش ان 5700 جندي اميركي سيعودون من العراق بحلول نهاية العام الحالي وسيعقب ذلك انسحاب تدريجي حتى يوليو المقبل، وذكر ان الخفض سيصل الى 15 لواء مقاتلا من 20 لواء بحلول يوليو. ويتألف اللواء من حوالي 4000 جندي. ويقدر المستوى الحالي للقوات الاميركية في العراق بنحو 169 ألفا.
واستشهد بوش بالتقدم الذي تحقق في محافظة الانبار في غرب العراق ليثبت ان استراتيجيته تحقق نجاحا .
الصفحة في ملف ( pdf )