Note: English translation is not 100% accurate
السيرة الذاتية لحسن نصرالله بقلمه: لطالما تمنيت أن أصبح مثل الإمام موسى الصدر
الثلاثاء
2006/9/19
المصدر : الانباء
كتب الكثير عن قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصرالله وحياته الشخصية والدينية والسياسية، لكن في السطور التالية يروي «السيد» تجربته مع الحياة بقلمه، وتعرضها «الأنباء» مع مجلة «رسالة الحسين» الايرانية و«مجلة المستقبل العربي» الصادرة عن مركز الوحدة العربية في بيروت والتي تولت ترجمة السيرة من اللغة الانجليزية الى العربية:
كان والدي ـ السيد عبدالكريم ـ بائع فواكه وخضراوات، وكان اخوتي يساعدونه في هذا العمل، وحينما تحسنت أحوال أبي المالية فتح محل بقالة صغيرا في الجوار، فكنت أذهب الى هناك عادة لأساعده.
كانت لدينا صورة للإمام موسى الصدر معلقة على الحائط في المحل. وكنت أجلس على كرسي أمام تلك الصورة وأحملق فيها. ولطالما تمنيت لو أصبح مثله يوما.
لم يكن في الحي الذي نقطنه ـ والذي يحمل اسم «الكرنتينا» ـ مسجد، فكنت أذهب الى مسجد في سن الفيل أو برج حمود أو النبعة الاصلي، وكنت أقرأ كل ما تقع عليه يدي من مادة للقراءة وبخاصة من الكتب الاسلامية.
فإذا كان هناك كتاب لا أفهمه أضعه جانبا لأقرأه حينما أصبح أكبر سنا.
التحقت بمدرسة النجاح في الحي لأتلقى تعليمي الابتدائي، وكنت بين المجموعة الاخيرة من الطلاب الذين نالوا شهادتها.
بعد ذلك ذهبت الى مدرسة سن الفيل الحكومية لأواصل تعليمي هناك غير أن نيران الحرب الاهلية في عام 1975 اندلعت في أعقاب ذلك مباشرة.
من ثم غادرت «الكرنتينا» وعدت ـ بصحبة أسرتي ـ الى قرية البازورية حيث ولدت.
بعد ذلك أنهيت تعليمي الثانوي في احدى المدارس الحكومية في مدينة صور الساحلية.
قبل ذلك ـ حينما كنا لا نزال نقطن في حي «الكرنتينا» ـ لم يكن أي من افراد أسرتي منتميا لأي من الاحزاب السياسية.
في الوقت نفسه، فإن عديدا من المنظمات السياسية ـ التي كانت بعضها منظمات فلسطينية ـ كانت نشطة في المنطقة، إنما، فيما بعد ـ حينما رحلنا عائدين الى البازورية ـ انخرطت في صفوف حركة أمل.
وكان هذا خيارا اتجهت اليه بشغف شديد لأنني كنت شديد الاعجاب بالإمام موسى الصدر.
في ذلك الوقت كنت لا أزال في الخامسة عشرة من عمري، وكانت حركة أمل تدعى وتعرف بـ «حركة المحرومين»، وكان اهتمامي بقرية البازورية يتراجع لأن تلك القرية كانت تتحول الى مضمار لنشاط المثقفين الماركسيين، وبخاصة مؤيدي الحزب الشيوعي اللبناني.
على أي الاحوال، فإن أخي السيد حسين وأنا أصبحنا عضوين في حركة أمل، وعلى الرغم من صغر سني فإنني سريعا ما أصبحت ممثل قريتنا. في غضون أشهر قليلة اتخذت قرارا حاسما بأن أذهب الى النجف الاشرف في العراق، وكنت وقتها بالكاد في السادسة عشرة من العمر وواجهت عقبات كثيرة في وجه ذهابي.
لكن، لأن اعتمادي كان على الله، قابلت في احد الايام في مسجد في مدينة صور علامة اسمه السيد محمد الغروي.
كان يعمل هناك مدرسا نيابة عن الإمام موسى الصدر. وبمجرد أن سمع مني أنني أريد الذهاب الى النجف الاشرف لأتلقى العلم، كتب رسالة وأعطاها لي.
كان السيد محمد الغروي صديقا مقربا ومفضلا لآية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر. وكانت الرسالة التي زودني بها رسالة توصية لالتحاقي بفصول هذا العلامة البارز.
يتبع...