Note: English translation is not 100% accurate
السيرة الذاتية لحسن نصرالله بقلمه: لطالما تمنيت أن أصبح مثل الإمام موسى الصدر
الثلاثاء
2006/9/19
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1774
وبمساعدة الاصدقاء ومساعدة والدي، وبيع بعض متعلقاتي، جمعت بعض المال وطرت الى بغداد، ومن هناك ركبت حافلة الى النجف، وحينما وصلت الى النجف، لم يكن قد بقي في جيبي شيء من المال.
غير أنه كان هناك مزيد من الغرباء الذين يعانون الوحدة في النجف.
والأهم من هذا ـ بطبيعة الحال ـ حقيقة انه يتعين على باحث أن يتعلم كيف يعيش حياة محترمة وهو خاوي الوفاض. كان طعامي خبزا وماء، وفراشي قطعة اسفنج مستطيلة.
بمجرد ان وصلت سألت الدارسين اللبنانيين الآخرين هناك عن الكيفية التي يمكنني بها أن أوصل خطاب التوصية بي الى آية الله الصدر الذي كان يعد من أعمدة الحوزة الدينية، وأبلغوني أن باستطاعة السيد عباس الموسوي ان يسدي هذه الخدمة لي.
حينما تقابلت والسيد عباس الموسوي ـ ولأنه كان ذا بشرة داكنة قليلا ـ ظننته عراقيا. لهذا تحدثت اليه بعربية فصحى، ولكنه في رده علي قال لي: «لا تقلق، فأنا أيضا لبناني، وقد جئت الى هنا من منطقة النبي شيت!».
هكذا كان تعارفنا، وهكذا بدأت صداقة وثيقة بيننا. كان موسى صديقا وأخا ومعلما ورفيقا لي. وقد افترقنا حينما أطلق الاسرائيليون الصواريخ على سيارته من طائرة مروحية، واستشهد السيد عباس ومعه زوجته وطفله الصغير.
وقع هذا الحدث بعد ستة عشر عاما من البداية الحلوة لصداقتنا في مدينة النجف.
بعد أن استقبلني آية الله الصدر وقرأ رسالة التوصية بي من السيد محمد الغروي سألني: «هل لديك أي نقود؟» فأجبته: «ولا مليم!»
عندئذ التفت الى الموسوي وقال: «أولا، دبر له غرفة، ثم كن معلمه ودر بالك عليه».
بعد ذلك أعطاني بعض النقود لأشتري لنفسي بعض الثياب والكتب، وكذلك بعض النقود لأنفق منها طوال شهر.
وقد دبر الموسوي غرفة لي في الحوزة بالقرب من بيته هو.
في ذلك الوقت كان السيد عباس الموسوي قد تزوج لتوه، وكان مسموحا للأزواج بأن تكون لهم بيوت مستقلة خاصة بهم، ولكن الدارسين العزاب كانت تخصص لهم غرف واحيانا ما كان يقطن اثنان او حتى ثلاثة منهم معا في غرفة واحدة.
كذلك كان هناك رسم شهري صغير عن كل دارس بقيمة خمسة دنانير.
في تلك الاثناء اغارت قوات صدام على الحوزة الدينية، وكان السيد عباس الموسوي في لبنان في ذلك اليوم بالتحديد، ولكن اسرته كانت لاتزال في النجف، وابلغه تلاميذه بألا يعود الى العراق لأنه كان مطلوبا فيه، اما انا فكنت محظوظا وقتها، لأنني لم اكن هناك عندما اغارت الشرطة على الحوزة الدينية، وبمجرد ان عرفت بما حدث غادرت النــجف على الفور.
وحيث ان امر القبض علي كان صادرا عن منطـــقة النجف وليس عن البلد ككل، فإنني لم اتعرض لمشكلـــة عند نقطة الحدود، وتمكنت من مغادرة العراق بسهولة وعدت الى لبنان في النهاية.
اسس الموسوي، ومعه عدد من علماء الدين، مدرسة للعلوم الدينية في بعلبك، ولاتزال هذه المدرسة قائمة الى هذا اليوم.
واصلت دراساتي في تلك المدرسة وابقيت على تعاوني مع حركة امل وفي عام 1978 عينتني حركة امل ممثلا سياسيا لها في منطقة البقاع، وكانت تلك هي الطريقة التي اصبحت بها واحدا من الاعضاء السياسيين للمكتب المركزي، وفي العام نفسه انهيت ايضا منهاجي الدراسي الثاني في الحوزة.
كنت الابن الاكبر في اسرة من احد عشر عضوا، كان لي تسعة اخوة واخوات، ويجيء الحسين بعدي، وبعده زينب ثم فاطمة ـ التي لاتزال في بيت الاسرة ـ بعدها يأتي محمد، وهو رجل اعمال، ثم جعفر وهو موظف، وبعدهم في الترتيب بحسب العمر:
زكية وآمنة وسعد، وكلهم متزوجون.
اخواتي جميعهن عضوات ناشطات في حزب الله، اما عن اخوتي فكانوا جميعا في حركة امل في البداية، والآن فجلهم ـ عدا حسين ـ تركوها، محمد في الاساس ليس معنيا بالشأن السياسي:
وهو وان لم يكن عضوا في حزب الله، فإنه يتفق معه. مع ذلك جعفر لم يستقر على توجه سياسي حتى الآن ولانزال الى الآن نتناقش ونتناول وجهات نظرنا بعضنا مع بعضنا الآخر منذ فترة.
واليوم يحقق حزب الله تقدما طيبا ويتغير الى الافضل، هدفه هو التحرك في الاتجاه الصحيح مع ضرورات الزمن مع التمسك بمبادئه الشيعية.
ومن الخطأ ان نعتقد ان باستطاعة اي شخص ـ ايا كان علو مقامه ـ ان يراكم ويحتكر كل المعرفة الفكرية والدينية والفقهية والسياسية في العالم لذاته.
يتبع...
اقرأ أيضاً