بيروت - عمر حبنجر
النائب انطوان غانم، هو البرلماني الكتائبي الثاني والاخير الذي يسقط اغتيالا في اقل من عام، وجريمة اغتياله هي الخامسة عشرة على لائحة الموت المفخخ، التي بدأت بمحاولة اغتيال الوزير والنائب مروان حمادة في اكتوبر 2004.
الرجل ذو الرابعة والستين من العمر المعروف بالمرونة والصلابة في آن، والذي كان يرد أزمات لبنان الى غياب المصالحة والوفاق، لم يكن يشعر يوما بأنه مستهدف أو قد يصبح مستهدفا، لأنه ليس حادا في خصوماته، ولا متطرفا في عداوته، لقد نشأ كتائبيا، واستمر على خط مؤسس الحزب الشيخ بيار الجميل ومن بعده الرئيس امين الجميل، ومن علامات مرونته تحالفه انتخابيا ونيابيا مع الحزب التقدمي الاشتراكي وانضمامه الى اللقاء النيابي الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط.
ولهذا، كان خلال اقامته في احد فنادق أبوظبي طوال شهرين ونصف الشهر، بناء على قرار قيادة 14 مارس، تحسبا «للشر المستطير» الذي حذر منه الرئيس نبيه بري أخيرا، يشعر انه يعتمد اجراء أمنيا احترازيا لا مبرر له، وكان متبرما، ومتعجلا للعودة، وقد صرح بذلك النائب محمد الحجار زميله في اللقاء الديموقراطي قائلا انه يشعر بنفسه أسيرا معزولا، على ما نقل الحجار لـ «الأنباء» حتى ما ان اقترب موعد الجلسة النيابية في الـ 25 من الجاري وتبلغ مع النواب «الهاربين» الى الخارج تجنبا لاخطار الداخل، سارع بالعودة الى بيروت، دون أن يدري ما هو مخبأ له، ربما لسواه عن النواب.
بعد ظهر الاربعاء وتحديدا بعد الثانية بقليل، توقفت سيارة شيفروليه سوداء، تحمل لوحة تقليدية امام مجموعة من الشبان، في محلة «السبتية» قرب سن الفيل، وترجل منها النائب غانم ثم توجه نحو الشبان مصافحا احدهم تلو الآخر سائلا عن كنيسة في المنطقة، بقصد تقديم العزاء في أحد المتوفين.
الصفحة في ملف ( pdf )