أكد مصدر إماراتي مسؤول فضل عدم الكشف عن اسمه أن اتصالات رسمية على مستوى رفيع جرت بين الطرفين الإماراتي والعماني قبل الإعلان العماني عن ضبط شبكة تجسسية تعمل لصالح جهاز أمن الدولة الإماراتي، وأكد المصدر «أن مباحثات جرت لتهدئة الأمور بين الجانبين لكن العمانيين أصروا على تسريب تلك المعلومات وأثاروا الموقف دون وجود أدلة ملموسة على تورط الإمارات».
وخلال الشهرين الماضيين كانت هناك تسريبات تدريجية من قبل سلطنة عمان بشأن وجود خلية تجسس تعمل لصالح الإمارات هدفها قلب نظام الحكم. ورغم أن هذه التسريبات لم تأخذ صفة الرسمية في بداية تسريبها حيث اقتصرت على المنتديات الإلكترونية إلا أن السلطنة أعلنت رسميا امس الاول عن تفكيك شبكة تجسس إماراتية تستهدف «نظام الحكم» و«آلية العمل الحكومي والعسكري» في السلطنة، حسبما أفادت وكالة الأنباء العمانية.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني مسؤول قوله ان «الأجهزة الأمنية تمكنت من اكتشاف شبكة تجسس تابعة لجهاز امن الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة مستهدفة نظام الحكم في عمان وآلية العمل الحكومي والعسكري. وأكد المتحدث انه «سوف يتم تقديم المتهمين إلى المحاكمة حسب الإجراءات المتبعة في هذا الشأن».
ولكن الإمارات نفت قطعيا و«جملة وتفصيلا» ما أعلنته سلطنة عمان عن تفكيك «شبكة تجسس» إماراتية، مؤكدة أنها تلقت هذا الخبر «بصدمة ودهشة». وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا تنفي فيه هذه الأنباء.
ويقول البيان «تلقت الإمارات بمشاعر الصدمة والدهشة ما أوردته وكالة الأنباء العمانية عن اكتشاف ما وصفته بـ «شبكة تجسس تابعة لجهاز أمن الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وإذ تنفي دولة الإمارات العربية المتحدة جملة وتفصيلا أي علم أو صلة بمثل تلك الشبكة المزعومة وتستغرب أن يزج باسمها في مثل هذه الأنباء التي تتنافى مع قيم وقواعد تعامل دولة الإمارات مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة سلطنة عمان والتي تحرص دولة الإمارات على تعزيزها وتطويرها بما ينسجم مع علاقة الأخوة التاريخية بين البلدين والشعبين فإنها تعلن استعدادها الكامل للتعاون مع سلطنة عمان الشقيقة في أي تحقيقات تقوم بها بمنتهى الشفافية كما تعلن استعدادها لوضع جميع الإمكانيات والمعلومات التي تساعد على خدمة تلك التحقيقات والوصول إلى جميع الملابسات والأبعاد المتصلة بها وكشف الجهات التي حاولت الإضرار بتلك العلاقات والإساءة إليها». واختتمت وزارة الخارجية بيانها قائلة «إن دولة الإمارات العربية المتحدة إذ تحرص كل الحرص على ما يجمع بينها وبين سلطنة عمان من وشائج الاخوة وعلاقات التعاون لتؤكد أن أمن واستقرار سلطنة عمان هو من أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة».
وبحسب المصدر الإماراتي الذي تحدث لإيلاف فإن الإمارات تنفي أن يكون من بين تلك الخلية أي شخص إماراتي كما نفى أن يكون لها أي صلة بتلك الخلية. مضيفا أنه «ليس هناك أي دليل يؤكد ضلوع الإمارات في تلك القضية وأن هؤلاء الأشخاص قد يكونون عمانيين اتهمتهم عمان بخيانة الأمانة وليس للإمارات دخل في ذلك» وتساءل المصدر ذاته قائلا «إذا كان هناك أشخاص إماراتيون متورطون في تلك الخلية فلماذا لم تكشف السلطات العمانية عن هوياتهم وصورهم حتى تتضح الصورة أمام الجميع؟».