قال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي ان الانتفاضة في مصر ستساعد في إقامة «شرق أوسط إسلامي».
ونقل التلفزيون الحكومي على موقعه الالكتروني، عن صالحي قوله «نظرا لما اعرفه عن شعب مصر الثوري العظيم، انه يقوم حاليا بصنع التاريخ».
وأضاف «انني واثق من انهم سيلعبون دورا في إقامة شرق أوسط إسلامي لكل الذين يتطلعون الى الحرية والعدالة والاستقلال».
وأكد صالحي ان انتفاضة مصر «تدل على حاجة الى تغيير في المنطقة ونهاية الأنظمة التي لا تتمتع بشعبية». وعبر الوزير الإيراني عن أسفه «للتدخل المباشر لبعض المسؤولين الأميركيين». وأكد ان إيران ستعرض على المتظاهرين مساعدة. وقال «نسير الى جانب الذين يبحثون عن الحرية في العالم وندعم انتفاضة شعب مصر العظيم»، مشيرا الى احترام ذكرى اكثر من 125 قتيلا وآلاف الجرحى في هذه الحركة. وأكدت إيران مجددا الاحد دعمها لـ «شعب مصر الشجاع» منتقدة رد فعل الحكومات الغربية على التظاهرات في الدول العربية.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ان «البرلمان يدعم انتفاضة التونسيين والشعب المصري»، مشبها موقف الدول الغربية من مصر «بدعمها للشاه خلال الثورة الإسلامية» التي افضت الى سقوط نظام شاه إيران الذي كانت تدعمه واشنطن العام 1979.
من جانبه ـ حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس المصري حسني مبارك على الإصغاء لصوت شعبه قائلا في كلمة له امس أمام البرلمان التركي إن اللعبة الديموقراطية تقتضي احترام إرادة الشعب ومطالبه وعدم تجاهله. وقال أردوغان مشيرا للأحداث في مصر: يكفي هذا الظلم، الديموقراطية في تركيا جاءت بعد معاناة وهي مستمرة، الديموقراطية تأتي مرة واحدة ولكن بناء على طلب الشعب وقوته ومطالبه، نحن نريد الديموقراطية والرخاء، ونريد الشيء نفسه لجيراننا، ونريد الوحدة والاتحاد والاندماج لجيراننا أيضا.
وأضاف أردوغان: الانتخابات المعروفة نتائجها مسبقا لا يمكن تسميتها انتخابات. أقول لمبارك وأوصيه توصية قوية وأقول له: نحن بشر، نحن فانون، لن نبقى على وجه الأرض. وتوجه أردوغان للشعب المصري بالقول: احترموا حضارتكم وثقافتكم وكونوا أحرارا، وكونوا أسخياء في كرامتكم، يجب على النظام في مصر أن يرقى لمستوى المسؤولية.
وقال: نحن بصفتنا تركيا سنبقى مع المواطنين في تونس الشقيقة ومصر الشقيقة وسنظل نشاطرهم أفراحهم ومآسيهم، هؤلاء اخوتنا وسنبقى معهم في كل أحوالهم، الجيدة والسيئة.
ودعا رئيس الحكومة التركية الحكومة المصرية إلى اتخاذ خطوات لإرضاء الشعب وإعادة إحلال السلام والاستقرار في البلاد.
وقال أردوغان ان «على الحكومة المصرية أن تتخذ خطوات لإعادة السلام والأمن والاستقرار لمصر من دون إعطاء أي فرصة للمستغلين والأوساط الشريرة والذين يضعون سيناريوهات مظلمة لمصر». وأضاف «عليكم أن تتخذوا خطوات من شأنها إرضاء الشعب».
وقال أردوغان انه لا يمكن «تأخير» الحريات في عالم اليوم وأنه سيكون من الصعب جدا للدول أن ترى مستقبلا مشرقا إذا كان هناك اضطرابات ورفض شعبي. هذا، وأعلن اردوغان انه أرجأ الى موعد لاحق زيارة كان سيقوم بها الى مصر بسبب التظاهرات كما ذكرت وكالة انباء الاناضول. وأضاف اردوغان في تصريحات صحافية بثتها شبكات التلفزة انه لم يلغ زيارته بل أرجأها فقط. وهو يأمل في القيام بهذه الزيارة «عندما يعود الوضع الى طبيعته» في هذا «البلد الشقيق».
وأوضح مصدر ديبلوماسي تركي ان رئيس الوزراء التركي كان ينوي زيارة القاهرة في الثامن والتاسع من فبراير للمشاركة في اجتماع لمجلس سياسي ـ تجاري تركي ـ مصري.
من جانبه اتهم الزعيم الكوبي، فيدل كاسترو، الولايات المتحدة بالتلاعب بخبث في الأوضاع المصرية، وقال إن الأجهزة الرسمية الأميركية كانت تمد الحكومة المصرية بالسلاح، وفي الوقت نفسه تساعد المعارضة بالمال، ورأى أن واشنطن لن تتمكن في النهاية من وقف ما وصفها بـ «الموجة الثورية» في العالم الثالث.
وقال كاسترو، الذي تخلى عن السلطة عام 2006 بسبب وضعه الصحي، وسلم مقاليد الحكم لشقيقه راؤول بعد 50 سنة أمضاها على رأس الدولة الكوبية: «لا أحد يجهل أن أميركا حولت مصر إلى أكبر حليف لها في العالم العربي، وقد كانت مصر على رأس الدول العربية التي تلقت شحنات الأسلحة الأميركية».
واتهم كاسترو الولايات المتحدة باستخدام مختلف الوسائل لتحقيق أهدافها، وقال إن «المكيافيللية الأميركية قامت على تزويد الحكومة المصرية بالأسلحة، وفي الوقت نفسه الطلب من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية usaid تمويل المعارضة». وتوقع الزعيم الكوبي
ألا ينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في احتواء الموقف قائلا: «لقد فتح أوباما علبة مليئة بالديدان، ولن يتمكن من إغلاقها مجددا». وختم كاسترو مقالته التي نقلتها الصحف الرسمية الكوبية بسؤال مفاده: «هل ستتمكن الولايات المتحدة من وقف الموجة الثورية التي تهز العالم الثالث؟».