مع تنامي السخط الشعبي في العراق لتردي الأوضاع المعيشية وتزايد معدلات الفقر والبطالة وتهالك الخدمات العامة وانقطاع المياه، وجه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بخفض راتبه بمقدار النصف، كما أعلن أمس انه لن يسعى إلى البقاء في منصبه لولاية ثالثة مؤيدا فكرة ثبيت دورتين فقط بشكل دستوري.
وقال ان «الدستور لا يمنع ان تكون هناك دورة ثالثة ورابعة وخامسة لرئيس الوزراء لكن قراري شخصيا الا تكون هناك دورة غير هذه بعد، حتى لو كان الدستور يسمح لكن أتمنى ان يتغير الدستور بما لا يسمح بأكثر من دورتين».
جاء ذلك، بعد أن شهد العراق احتجاجات تنادي بتحسين الخدمات العامة والأوضاع المعيشية والاقتصادية مستوحاة من انتفاضات شهدتها تونس دفعت لخلع الرئيس، زين العابدين بن علي، وأخرى شهدتها مصر تنادي برحيل الرئيس حسني مبارك.
وقال المالكي إن قرار خفض راتبه 50% يأتي كمساهمة منه لتقليل التفاوت الحاصل بين رواتب الموظفين في مؤسسات الدولة، وبما يساعد في تقليص الفوارق في المستوى المعيشي لمختلف طبقات المجتمع، وبالتزامن مع مناقشة مجلس النواب للموازنة المالية الاتحادية للدولة، كما جاء في بيان صادر عن مكتبه ونشر في موقعه الإلكتروني.
ومنذ الأسبوع الماضي، خرج العراقيون لشوارع بغداد للتنديد بتفشي الفقر وارتفاع معدلات البطالة التي بلغت 45% ونقص المواد الاستهلاكية والمياه والكهرباء. وأمس الأول تجمع نحو 200 شخص في شارع المتنبي بوسط بغداد لإبداء تضامنهم مع مسيرات الاحتجاج في مختلف أنحاء العالم العربي والتنديد بالأوضاع في الداخل.
وردد بعضهم شعارات في دعم «الديموقراطية والسلام» في مصر وتونس، وهتف بعضهم «الحكومات المناوئة لأصوات الحق».. و«لا تمنعونا حق التعبير.. نطالب بالتغيير».
ومن جانبه قال المتظاهر عبدالله الركابي لـ «سي.ان.ان»: «لم نشهد أي تغييرات خلال السنوات الثماني الماضية.. نطالب بتحسين الخدمات الأساسية».
في شأن عراقي آخر، أفادت تقارير صحافية أمس بأن بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر يعتزم زيارة العراق مطلع عام 2012، حيث سيزور مدينة اور التاريخية في مدينة الناصرية جنوب العراق.
وقال وزير السياحة والآثار العراقي لواء سميسم، لصحيفة «الصباح» العراقية في عددها الصادر أمس، «ان رئيس هيئة الكرسي الرسولي في الفاتيكان الذي يعد المسؤول عن السياحة الدينية نقل للسفير العراقي في الفاتيكان حبيب الصدر رغبة البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارة مدينة أور الأثرية في الناصرية التي تحوي دار النبي ابراهيم مطلع عام 2012».
وأضاف أن «السفير الصدر نقل هذه الرغبة الى وزارة السياحة التي فاتحت رئاسة الوزراء لتأمين متطلبات انجاح الزيارة وان الوزارة أعدت ترتيبات أولية لتهيئة زيارة رئيس هيئة الكرسي الرسولي في الفاتيكان الى العراق في النصف الثاني من العام الحالي للاعداد لزيارة البابا التي من المؤمل ان تتم مطلع عام 2012».
في سياق آخر، قال محامون ان اربعين مترجما عراقيا عملوا للقوات البريطانية في العراق ادعوا على الحكومة في المحكمة العليا في لندن الجمعة، مؤكدين انها قصرت في تأمين الحماية لهم.
وقال مكتب المحاماة «لي داي اند كو» ان موكليه يلاحقون الحكومة البريطانية لانها تركتهم معرضين لهجمات واضطهاد ميليشيا معارضة للقوات الأجنبية في العراق، اعتبرتهم عملاء.
وتابعت الشركة في بيان ان ثماني حالات قدمها اقرباء مترجمين قتلوا في هجمات يعتقد ان ميليشيا تقف وراءها في نتيجة مباشرة لعملهم مع البريطانيين.
وصرح المحامي سابنا مالك بان «تقديم الحكومة البريطانية القليل وفي وقت متأخر جدا لحماية جزء حيوي من قوتها العاملة أمر مأساوي».
وقالت صحيفة تايمز ان هؤلاء العراقيين الذين يعيش حوالي نصفهم في بريطانيا، يأملون في ان يحصل كل منهم على تعويض يتراوح بين 5 آلاف و100 ألف جنيه استراليني (8 آلاف دولار إلى 160 ألفا).
وصرحت ناطقة باسم وزارة الدفاع البريطانية الجهة المدعى عليها مع وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية، بان الحكومة البريطانية تقدر عمل الطواقم المحلية. وأضافت «نهتم بهذه المطالب وندقق فيها حاليا»، مؤكدة ان «الحكومة ستدفع تعويضات في الحالات التي تملك مبررا قانونيا لها».