اتسع حجم ونطاق المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء، لتنتقل إلى عدد من مدن المحافظات ومنها: تعز والبيضاء وعدن وإب ولحج والحديدة جنوب وغرب البلاد، وذلك رغم محاولات الأجهزة الأمنية تفريق هذه المظاهرات.
ففي العاصمة صنعاء، وقعت مواجهات بشارع الرباط (أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة) بين المتظاهرين المناهضين للنظام الحاكم والمتظاهرين المؤيدين له أسفرت عن إصابة أكثر من 10 أشخاص من الجانبين، ولم تنجح قوات مكافحة الشغب من تفريق المتظاهرين من الجانبين.
وطارد مئات من الموالين للحكومة وهم يحملون الهراوات والخناجر مجموعة صغيرة من المحتجين.
وفقـــدت الشرطة الســـيطرة على حشد من الموالــين للحكــــومة الـــذين حاولوا مهاجمة نحو 100 محتج من المناهضين لها تجمعوا في جامعة صنعاء. وفيما حاول المتظاهرون الهرب استطاعت الشرطة منع الموالين للحكومة من مطاردتهم في الشوارع.
وهتف المحتجون اثناء انسحابهم من الحرم الجامعي «الشعب يريد إسقاط النظام».
وقال مراسل لرويترز إنهم يحاولون فيما يبدو إعادة تنظيم صفوفهم.
ورغم الإجراءات التي تتخذها السلطات اليمنية للحد من اتساع نطاق المظاهرات، إلا أن الوضع يتجه إلى المزيد منها، خاصة في ظل الدعوة من خلال الانترنت إلى تنظيم مظاهرتين مليونيتين، إحداهما لتأييد القيادة السياسية اليمنية والحزب الحاكم، والثانية لمناهضة النظام ومطالبته بالرحيل.
ونتيجة اتساع الاحتجاجات، انتشرت وحدات أمنية بالقرب من دار الرئاسة اليمنية بصنعاء تحسبا لوصول متظاهرين إلى المكان، كما تم نشر نقاط أمنية في العديد من المناطق الحيوية التي يحتمل أن تشهد مظاهرات احتجاجية أخرى.
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمر بتشكيل لجنة تحقيق في المواجهات التي دارت أمس الأول في عدن بجنوب البلاد بين قوات الأمن ومنادين بالانفصال عن الشمال والتي أدت الى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة بجروح.
وذلك في الوقت الذي استمرت فيه المظاهرات المطالبة بتغيير النظام في صنعاء لليوم الخامس على التوالي.
هذا وقد استمرت الاشتباكات أمس أيضا بين قوات الأمن ومتظاهرين في خور مكسر والمنصورة بعدن وقطع المئات من المتظاهرين الطرق وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة.
وقال الكاتب ونقيب الصحافيين السابق عبد الباري طاهر ليونايتد برس انترناشونال تعليقا على تظاهرات عدن «هناك كيل بمكيالين ففي حين لا يتم المساس بالمتظاهرين في صنعاء الذين يطالبون بتنحي صالح عن الحكم يتم استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين في الجنوب».
من جانبهم، نظم أنصار الحراك الجنوبي تظاهرات في مديرتي مودية وزنجبار بمحافظة أبين بجنوب اليمن تضامنا مع المتظاهرين في مختلف المحافظات اليمنية مجددين الدعوة لانفصال الجنوب عن الشمال، حيث أسفرت صدامات المنصورة بمدينة عدن عن مقتل ثلاثة وإصابة سبعة بينهم جنديان كما احرق المتظاهرون المجلس المحلي في المنصورة وأربع سيارات.
وفرضت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن منذ مساء أمس الأول حظر التجول في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة.
ونشر الجيش المدرعات والجنود في التقاطعات والطرق واستخدمت الأجهزة الأمنية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.