يرى محللون ان دول مجلس التعاون الخليجي ستقف بحزم وحتى النهاية الى جانب الحكم في البحرين، لمنع كرة النار من الدخول الى عقر دارها ما قد يشكل فوزا استراتيجيا للجار الشيعي الكبير، ايران.
وقال المحلل السعودي خالد الدخيل لـ «فرانس برس» ان «دول الخليج لا تقبل بتغيير جذري في البحرين، ومطلب الملكية الدستورية لا يمكن فرضه من دون تطور سياسي يأخذ وقته».
واضاف ان «ذلك سيدخل النظام في حالة ارباك سياسي وامني يفتح الباب امام تدخلات خارجية ايرانية وغير ايرانية، وهذا لا تقبل به دول الخليج والسعودية خصوصا».
وقال الدخيل ان «المطالبات باسقاط النظام مستفزة جدا لدول الخليج، وموقف المملكة سيكون الوقوف الى جانب النظام السياسي البحريني بقوة وهي لن تقبل ان يسقط النظام في البحرين».
وحتى تغطية قناة الجزيرة التابعة لقطر تبدو غير متحمسة لدعم الحركة الاحتجاجية، على عكس ما كانت عليه خلال الاحداث في تونس ومصر، ما يعكس بحسب المحللين حرص الدوحة في موضوع يتعلق بدولة شريكة في مجلس التعاون بالرغم من الماضي المتوتر بين البلدين.
من جانبه، قال المحلل السياسي المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان ان «اي تغيير في بلد خليجي سيفتح شهية الشعوب في الدول الخليجية الاخرى للتغيير وهذا ليس مقبولا بالنسبة للحكومات الخليجية في ظل جو عالمي وعربي متقبل ومترقب للتغيير».
وبحسب بدرخان، فإن «الانظمة الخليجية تشعر بخطر ازاء اي احتجاج يطالب بتغيير نظام او حتى بتغيير دستوري، فالوضع الاقليمي، وخصوصا المشكلة مع ايران، قد يبرر عدم الرضوخ الآن» لمطالب المحتجين.
واضاف ان «دول الخليج قد تقول ليس هذا الوقت لتقديم تنازلات على مستوى بنية الانظمة، واعتبر بدرخان انه من دون شك «ستقف دول الخليج حتى النهاية وكليا الى جانب النظام في البحرين».
واللون الشيعي للاحتجاجات في البحرين يقلل من فرصها في الوصول الى نتيجة بحسب المحللين، فبينما يرى بدرخان ان «احتجاج الفئة الواحدة لا يمكن ان يصل الى النهاية»، يرى الدخيل «ان الشيعة في البحرين لا يجب ان يضعوا مطالبهم المشروعة في اطار شيعي بل في اطار وطني ليحققوا هذه المطالب».
واعتبر انهم بذلك سيساهمون في «اخراج العامل الايراني من اللعبة».
بدوره، يرى المحلل رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ان «العامل الطائفي غير مساعد للمحتجين في البحرين لانه ينظر اليه من المنظار الاقليمي اي من زاوية ايران».
وبحسب قهوجي فانه سيكون على السعودية ان تلعب دورا ماليا عبر دفع المال «لتدعيم النظام في المنامة عبر سد الثغرات الاقتصادية في ظل الموارد الضعيفة للبحرين».
كما يرى قهوجي ان الجيش البحريني سيكون قادرا على التدخل على الارض عكس ما كان عليه الوضع في مصر، وهو «موال تماما للملك».
وبحسب المحلل ابراهيم خياط، فان «التحالف القوي» بين دول الخليج قد يصل الى حد التدخل العسكري السعودي، فيما تضمن طبيعة المجتمع الخليحي ايجاد تحالف فعال بين دول المنطقة.
لكن الخوف على الاستقرار في البحرين لا يقتصر على دول الخليج، بحسب خياط، بل ان الاميركيين ايضا لن يقبلوا باهتزاز في البحرين حيث مقر الاسطول الخامس.
وقال «من المنامة يدار اكبر اسطول بحري في التاريخ، اي الاسطول الخامس مع حلفائه، وهو اسطول يضم 92 قطعة بحرية بينها حاملات طائرات وغواصات».
لكن بالنسبة للمحللين، فإن الحل الامني للازمة في البحرين لن يكون نافعا على المدى البعيد.
وقال خياط ان «الحل الامني مؤقت وسيحرج دول المنطقة امام واشنطن والاتحاد الاوروبي»، اما الدخيل فشدد على ضرورة ان تقر دول الخليج بضرورة الاصلاح السياسي.
وقد ذكر بان المشكلة في البحرين «قديمة»، قائلا: ان «الحل الامني حل مؤقت، ومازالت هناك امكانية لحل وسط يجب ان تدفع دول الخليج باتجاهه».