مع انطلاق عجلة الحوار الوطني التي دعا اليها ولي عهد مملكة البحرين الشقيقة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتقديم المعارضة البحرينية لمطالبها أمس، بحسب قناة العربية، دعا رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية التي تحققت في المملكة والتي كانت مدخلا لتنمية شاملة يجب السعي لضمان استمراريتها، مؤكدا أن السمعة والمكانة الاقتصادية لمملكة البحرين يجب أن تكرس دائما من خلال عدم التأثير بمصالحها الاقتصادية.
ونقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن الشيخ خليفة قوله إن المملكة تمتلك مناخا اقتصاديا متطورا وبنية تشريعية متينة ومكانة متقدمة إقليميا ودوليا في المجال الاقتصادي، وان الجهود يجب أن تتواصل للبناء على ما تحقق من منجزات في الشأن الاقتصادي والتجاري وبما ينعكس إيجابيا على المسيرة التنموية.
وفي نفس الإطار، أكدت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى البحريني ضرورة تعاون الجميع وتعاضدهم لإنجاح المبادرات الوطنية الداعية للحوار والتوافق بين أبناء الشعب الواحد، مشيرة إلى أن كل الأمور العالقة يمكن أن تحل إذا ما حكم العقل والمنطق وأن اللجوء إلى العنف لا يجر إلا إلى مزيد من العنف وتوتير الأوضاع التي ينبغي أن ترجع إلى الاستقرار والأمن، داعية الى ضبط النفس والاحتكام للحوار والتفاهم.
التعايش والتسامح
وكان ولي العهد البحريني قد حدد، «معنى المواطنة الصالحة في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها المملكة بأنها تعني التعايش والتسامح واحترام الآخر لنرى جميعا اشراقة الأمل ونعيد لم شمل الأسرة البحرينية الواحدة وأن هناك هدفا ينبغي على كل مواطن بحريني يؤمن بالشرعية وبالدستور والميثاق وهو أن يدرك ان واجبه هو خدمة الملك والوطن». وشدد الأمير سلمان أثناء استقباله في قصر الرفاع ممثلي الجمعيات الاسلامية، على ضرورة أن يلتزم الكبير والصغير في مملكة البحرين في هذه الظروف الخاصة بالحكمة والعقلانية والمنطقية في التفكير، مؤكدا ان العزيمة والإصرار في مملكة البحرين ستكفل «لنا ان شاء الله تجاوز الهزة والحساسية التي تركتها الأيام السابقة عن طريق التوافق والشفافية وصحوة الضمير».
وأضاف «هذه أيام حساسة وتتطلب منا العزيمة» لأن هناك قسما كبيرا من هذا المجتمع «يثبت ارادته ومطالبه وصلت وستصلنا اكثر» واضاف اذا كنا «سنخلق حوارا وطنيا فعالا» يجب أن «نسمع لكل صوت موجود في هذا البلد فالشعب البحريني اليوم لن يحترم الا رأيه ونحن لازم نحترم هذا الرأي ولا نزايد ولا نحدث فتنة لهذا البلد لأنه انا متأكد ان كلنا للإصلاح».
وأشار الى ان جزءا مهما «من العمل الآتي هو التواصل فنحن لا نعرف اليوم ما شكل او نمط الحوار الوطني الذي سنقدر ان نتفق عليه» لكن يجب أن «نحدده بتوافق الجميع» ولم يستبعد الأمير سلمان حدوث اختلافات و«لكن اذا سخرنا عملنا في خدمة الجميع لا فرق بين سني ولا شيعي ولا شخص من البديع ولا المحرق ولا من سار ولا من المالكية سنقدر ان نحقق هذا الهدف». الى ذلك وتزامنا مع مواصلة المحتجين اعتصامهم في دوار اللؤلؤة في المنامة أمس، أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين انه قرر تعليق الإضراب العام الذي دعا اليه اعتبارا من أمس بعد ان تمت الاستجابة للمطالب التي اعلنها الاتحاد في دعوته للإضراب وهي انسحاب الجيش من الشوارع والسماح بالتظاهر.
أرضية صالحة
وقال بيان للاتحاد «في ضوء الأوضاع المستجدة ونظرا لانسحاب الجيش واحترام حق التظاهر السلمي فقد قرر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين تعليق الإضراب العام واستئناف العمل اعتبارا من يوم غد الاثنين 21 فبراير». من جانبه أكد عبدالجليل خليل ابراهيم رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة لوكالة فرانس برس ان «المعارضة لا ترفض الحوار وانما تطالب بالأرضية الصالحة للحوار». فيما كشف مصدر آخر بالمعارضة طلب عدم نشر اســــمه لـ «رويترز» ان المعارضة تريد سحب قوات الأمن والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد.
اتصال هاتفي
في غضون ذلك، تلقى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس اتصالا هاتفيا من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وذكرت وكالة أنباء البحرين «بنا» ان الأمير نايف أكد خلال الاتصال وقوف بلاده الى جانب مملكة البحرين حكومة وشعبا ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية.
وأشاد الأمير نايف بما تشهده البحرين من تطور ونماء في مختلف المجالات، متمنيا لمملكة البحرين دوام التقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة. وكانت المملكة العربية السعودية جددت رفضها التام لأي تدخل أجنبي في شؤون مملكة البحرين.
وقال مصدر سعودي مسؤول في بيان له أن السعودية «تأمل أن يعود الهدوء والاستقرار في ربوعها في ظل قيادتها الحكيمة وأنها تناشد الأشقاء من الشعب البحريني تحكيم العقل في طرح رؤاهم وقبول ما طرحته حكومة البحرين». وقال البيان ان «حكومة المملكة العربية السعودية تؤكد رفضها المطلق لأي تدخل أجنبي في شؤون دولة البحرين الداخلية من أي جهة كانت».
الإمارات تدعو
من جانبها، دعت دولة الإمارات الشعب البحريني الى التجاوب مع دعوة ولي عهد مملكة البحرين الى الحوار. وقال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في تصريح صحافي نقلته وكالة انباء الامارات ان هذه الدعوة تجسد حرص ملك مملكة البحرين الشقيقة على الانفتاح على ابناء شعبه والتفاعل معهم بصورة ايجابية ومباشرة.