تعتبر القبيلة من العوامل التي أثرت في تشكيل الثقافة السياسية المعاصرة في ليبيا، اضافة الى الدين والتعليم، وبصفة عامة يتكون المجتمع القبلي في ليبيا من قبائل السعادي العربية وقبائل المرابطين العربية والبريرية من جانب، ومن القبائل غير العربية من جانب آخر، وتتوزع هذه القبائل في ليبيا على الشكل التالي: قبيلة سليمان المتنفذة في الجنوب الليبي وواحات ومناطق القبيلة وقبيلة البراعصة شرق البلاد وقبيلة القذاذفة او القذافة في طبرق وبنغازي وسرت وفزان وطرابلس وغريان والزاوية الغربية، والامازيغ في جبال غرب البلاد، والطوارق في دواخل الصحراء المتاخمة مع حدود تشاد والنيجر والجزائر ومالي، اما ما يعرف بقبيلة التبو فتستوطن مناطق اوزو ـ غدامس ـ القطرون ـ جنوب البلاد والكفرة جنوب شرق، واذا اردنا ان نبحث عن طبيعة المتغيرات المختلفة التي تعكس حقيقة استمرار نظام القذافي على امتداد اكثر من اربعة عقود فلا يجب اغفال حقيقة البعد القبلي، وتوغل النفوذ القبلي في العملية السياسية، وان كان بشكل غير رسمي، في المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، ومن خلال عمليات التصعيد والاختيار الشعبي منذ عام 1977، الا انه في اوائل التسعينيات من القرن الماضي اصبحت جزءا من المشهد السياسي من خلال خلق مؤسسة جديدة واستثنائية هي القيادات الشعبية الاجتماعية، حيث تم تعريفها بأنها «المظلة الوطنية الرئيسية» لجميع القوى داخل ليبيا، مع التركيز عمليا على القيادات القبلية في كل منطقة، ومع خلق قيادة شعبية اجتماعية تغطي المنطقة اجتماعيا وجغرافيا، وتتضمن واجبات القيادة الشعبية الاجتماعية مواجهة الفساد والانحراف ومحاولات المؤامرات الخيانية، وحل النزاعات المحلية، والاتصال بالمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، ومتابعة خطط التنمية للمنطقة، وتحريض القوى المحلية لضمان تزايد الانتاج.