جدد الرئيس المصري حسني مبارك تحذيره من مغبة ان يخرج المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش الشهر المقبل بفشل جديد، كما حذّر من ان الجمود في عملية السلام يؤدي الى المزيد من التدهور في المنطقة.
وقال مبارك في تصريح لمجلة القوات المسلحة امس «أؤكد دعوتي للإعداد الجيد (للمؤتمر) الذي نضع له أجندة واضحة تضمن خروجه بنتائج ملموسة تحقق اختراقا حقيقيا على مسار السلام الفلسطيني - الاسرائيلي».
واضاف «ان المنطقة لم تعد تحتمل فشلا آخر لجهود السلام».
إلا ان مبارك أكد حرص مصر على مواصلة اتصالاتها بالأطراف الاقليمية والدولية للمساهمة في تحقيق نجاح الاجتماع الدولي.
وتوقع حدوث سلسلة من الأزمات في المنطقة في حالة فشل المؤتمر قال انها قد تؤثر على الأمن والسلام في الشرق الأوسط وخارجه.
وتابع «أقولها للجميع آن الأوان لأن نكسر جمود عملية السلام وأن يلتزم الجميع بالتوصل الى تسوية نهائية تحقق السلام العادل والشامل، تنهي الاحتلال وتعيد الحقوق لأصحابها».
واتهم مبارك من سماهم بعض العسكريين والسياسيين في اسرائيل بأنهم يؤمنون بأن القوة العسكرية هى الوسيلة الوحيدة للردع وتحقيق الأمن.
وقال ان هؤلاء الاسرائيلين «يدفعون الفلسطينيين الى اليأس ويحاولون ارغامهم على التفاوض من مركز ضعف وقبول ما يفرض عليهم رغم أن بعض من سبقوهم فشلت سياستهم التى عفى عليها الزمن وتجاوزتها الأحداث وأصبحت تنتمي للماضي وتتجاهل قدرة الشعوب المقهورة على التصدي لمحاولات
اخضاعها بالقهر والاذلال والاصرار على الوصول الى حقوقها».
وشدد مبارك على ان الجمود الراهن فى عملية السلام قد يعرض المنطقة في أي وقت وأى لحظة لأزمات أخرى جديدة أكثر حدة لايمكن السيطرة عليها وربما تكون كارثة على الجميع وهو وضع وصفه بأنه «خطر وقائم ووارد مادام هناك من يتجاهل الشرعية ويسعى الى فرض أمر واقع جديد أو رسم خريطة جديدة للمنطقة تحكمها ترتيبات تخدم مصالح أطراف فى المنطقة أو خارجها».
وشدد الرئيس المصري على ان القضية الفلسطينية هي «جوهر مشكلات الشرق الأوسط وأزماته وهى مفتاح السلام والمدخل لدفع عملية السلام على باقي مسارتها».
وتأتي تحذيرات مبارك الجديدة عشية زيارة تقوم بها الى المنطقة وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بهدف إطلاع قيادات المنطقة على خطط الادارة الاميركية لعقد مؤتمر السلام أواسط نوفمبر المقبل في ولاية ميريلاند الاميركية.
وفي السياق نفسه، أعلن امس الاول وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط، أن الرئيس حسني مبارك سيجتمع الى كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في 16 الجاري، وذلك خلال الجولة التي ستقوم بها رايس للمنطقة والتي تقودها إلى رام الله وإسرائيل ومصر والأردن.
وفي تصريحات أدلى بها لعدد من المحررين الديبلوماسيين، تطرق وزير الخارجية المصري إلى إعداد وثيقة عربية للاجتماع الدولي الذي دعا اليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وقال أبوالغيط إن هناك اتفاقا على التنسيق العربي، سواء على مستوى لجنة المبادرة العربية أو على مستوى مجموعة صغيرة من الدول العربية تحضيرا لزيارة رايس وتحضيرا للمشاركة العربية في هذه الاجتماعات المزمعة في الولايات المتحدة.
ومضى أبوالغيط قائلا إن تشكيل الموقف العربي جرى إقراره يوم 23 سبتمبر الماضي، عبر الورقة التي اتفق عليها وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الذي سبق جلسة الرباعي مع مجموعة الاتصال.
وأكد أبوالغيط أن الموقف العربي متفق عليه من قبل وهو الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بتكليف من الوزراء وهو موقف تتمسك به مصر.
الصفحة في ملف ( pdf )