خلافا لما أعلنه مندوب طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست أمس، تفريغ الوقود النووي من قلب مفاعل بوشهر النووي المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية. وقال مهمانبراست في تصريح نقلته وكالة أنباء «فارس» الايرانية ان «الانباء التي تحدثت عن نقل الوقود النووي من قلب المفاعل لا صحة لها وان الوقود لم يتم نقله خارج قلب المفاعل وان المفاعل يعمل وفق الجدول المعد له أساسا».
وأعرب عن أمله في ان تفي روسيا بالتزاماتها وفقا للاتفاقيات الموقعة معها لإنتاج الطاقة الكهربائية من مفاعل بوشهر في الوقت المحدد لذلك.
لكن مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية كان قال انه «سيتم بناء على طلب الخبراء الروس تفريغ الوقود النووي من قلب المفاعل ويعاد اليه بعد استكمال الاختبارات والقياسات التقنية اللازمة».
من جهة أخرى، نفى المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت أبادي ما أكدته عائلتا الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي بأنهما يخضعان للإقامة الجبرية أو أنهما وضعا في سجن حشمتية.
وقال أبادي انهما في منزليهما مؤكدا انه تم اعتقال أشخاص في طهران بعد مظاهرات وصفها بـ «غير قانونية» أمس الأول.
ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية الى دولت أبادي قوله أمام الصحافيين بشأن أحداث أمس الأول إن «الشخصين المذكورين في منزليهما» في إشارة إلى موسوي وكروبي. وقال «رغم قيام بعض المواقع الالكترونية المخالفة للنظام بتشجيع أبناء الشعب على النزول الى الشوارع ولكن بتواجد الشرطة لم يقع شيء يذكر». وبشأن الشائعات التي تحدثت عن بدء إجراءات التحقيق مع موسوي وكروبي بعد فرض إقامة جبرية عليهما والتي بثتها أخيرا بعض مواقع المعارضة ووسائل الإعلام الأجنبية نفى إيداع موسوي وكروبي في السجن، كما انه اعتبر استخدام اصطلاح الإقامة الجبرية «غير صحيح» وقال إن موسوي وكروبي وزوجتيهما موجودون في منزليهما.
خيانة الشعب
من جهتهم طالب نواب في مجلس الشورى الإيراني أمس بمحاكمة مير حسين موسوي ومهدي كروبي بتهمة «خيانة الشعب».
وبحسب وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية فان هذه الدعوة أتت عقب قراءة تقرير اللجنة الخاصة في المجلس حول «المؤامرة الإسرائيلية ـ الأميركية ـ البريطانية» في 14 فبراير الماضي حين انطلقت مظاهرات معارضة للحكومة، وقالت ان المجلس طالب بمحاكمة موسوي وكروبي بتهمة «خيانة الشعب ومناهضة الثورة».
وأشارت الى انه تم في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي أمس قراءة تقرير اللجنة الخاصة المؤلفة من خمسة نواب بشأن «المؤامرة الإسرائيلية ـ الاميركية ـ البريطانية فبراير وفتنة 2009». وطالب نواب المجلس عقب قراءة تقرير اللجنة الخاصة السلطة القضائية بـ «التصدي قانونيا وبشكل حاسم لمير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحاكمتهما بتهمة خيانة الشعب ومناهضة الثورة».
التحركات الصبيانية
بدوره، هدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أمس برد قوي وحازم على ما وصفه بالتحركات «الصبيانية» الأميركية. ونسبت وكالة «مهر» للأنباء إلى لاريجاني قوله ان المجلس «سيرد بقوة وحزم على التحركات الصبيانية الأميركية».
وقال لاريجاني في كلمة بالجلسة العلنية بعد قراءته لتقرير اللجنة الخاصة: نتوقع من الأجهزة ذات العلاقة أن تعمل بدقة وحزم بالغين وبما تملي عليها مسؤولياتها الوطنية والإسلامية. وكان يشير بذلك الى مظاهرات احتجاجية جرت في طهران.
وقال «على الولايات المتحدة الأميركية أن تعلم ان مجلس الشورى الإسلامي يرصد تحركاتها بدقة ولن يسمح لأحد بأن يتلاعب بمصالح الشعب الإيراني».
واعتبر أن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما وباقي المسؤولين الأميركيين «تأتي نتيجة وضعهم الحرج في مواجهة إرادة شعوب المنطقة».